غير مصنفكتاب عدن

لماذا يلعب الانتقالي دائما دور ” الكبش المرادع”..؟!



ياسين الرضوان

أحبّاءنا في المجلس الانتقالي الجنوبي المحترمون، لابد أن نتخلى عن سياسة المرادعة، وتكعيفنا وزرها في كل مرة، ودوما ما نتحمّلها على مضض، مصطلحات سئمنا من قبولها وتكرارها وبالطريقة الرديئة والتقليدية، هل يمكن أن تُدار الأمور بهذه الطريقة في كل مرة، هل سنقضي حياتنا مرادعة، من جدار إلى آخر، الكبش الذي يناطح كثيرًا سيصل في النهاية بلا “رأس”، وفي أفضل الأحوال بلا قرون، ولنا في صالح عظة وعبرة، المشكلة إنه بعد كل ضجّة تنتهي الزوبعة، ونعود لعهدنا القديم، في غاية التهذيب والاحترام..

معين فاسد عفن، ويشبه الخمر محلي الصنع والمخلوط بكل القذارات، وقلنا ذلك في وقت مبكر، بعدما جرّبناه حتى لا نظلمه، ولكن للأسف التحالف في غفلةٍ عن التاريخ، دفع به وصعّده بشكل صاروخي، وصنع من هذا التافه “رائد فضاء” من مدير عام إلى رئيس للوزراء، وكان مطلوب منا حينها أن نُشغّل في “حفلة صعوده” تلك نغمة العفاسي: “هل لك سرّ عند الله.. بينك أنت وبين الله.. هل لك صدقات تخفيها”، قلت يمكن أخونا كثّر بالطاعة للوالدة والصدقات من الأموال التي لطشها، وللأسف أيضاً كنا نحن من ضمن المغترّين بهذا الفتى الغِر، فبسبب فعله أضاف على “بن دغر” هالة من “القداسة” بعد إحالته للتحقيق وللمجلس الشورى التأديبي..!

قلنا لا يجب أن نكون مناطقيين كما نتهم دوماً، ولنعطيه فرصته، يكفي أحكاماً مسبّقة نحن أناس متعلمون ومثقفون؛ لكن طلع الرجل “مقلب قمامة كبير” والمشكلة التي لم نكن لنفهمها هي، كيف أنه بقي نحو “5 سنوات” في منصبه، وبالأخير قالوا لنا شوفوا “الكاميرا الخفيّة”، والسبب الحقيقي لذلك هو أنه كان يُجيد “لعق الأحذية” وقدم ذلك مكتوباً بسيرته الذاتية، بالإضافة للصوصيته وشرائه ولاءات بعض الإعلاميين، وتحيز آخرين كونه ينتمي لـ”مخبازة الشيباني العتيقة”، نعرف أننا قد نقول هنا كلاماً لا يعجب أحداً؛ لكن في النهاية ما فائدة قلم نضعه في جيوبنا للزينة.

لسنا بلهاء لتلك الدرجة التي كلما وقعنا بمطب أو جدار، رحنا نلعب فيها دور “الكبش المرادع”، باحثين عن جدار آخر نُطيح به ونحمّله كامل المسؤولية؛ لأنه وقف بطريقنا، لقد كنا شركاء في الإثم جميعاً وكنّا نجلس على طاولة واحدة، وفي الحقيقة لست مقهورا على كم الفساد الهائل ولا الوطن المغدور، كنت مقهور على “الحبّة العصير والماء والمناديل”، اللي كانت تجاه كل واحد منهم في كل اجتماع، لو بعناهم ما بيطلعوا حق خسارة ما فوق الطاولة، يا سادة نحن صحفيون ونفهم كيف تمشي الأمور وخفاياها، وأسبابها الظاهرة والكامنة، ومن يحرّكها، حتى على مستوى التصريحات والمفرقعات الإعلامية الزائفة..!

أحباءنا في الانتقالي، يكفي افتعالًا للمعارك الوهمية واصطناع الأمجاد الشخصية، “نحن منكم وإليكم، معكم وبكم ومحسوبون عليكم رغما عنا وعنكم”؛ ولكن لا يروغنا كل ما نسمعه أو نراه، أمطرتمونا سابقًا بأنها “حكومة مخاصصة مدري مناصفة” وأنكم “أتيتم بما لم تأتِ به الأوائل”، وأننا الآن بصدد تشكيل حكومة تكنوقراط وكفاءات، وضللنا نكذب ونصدق أنفسنا بنشوة الكذاب اللي يفرح بالتهم، ونصف جنوب ونصف شمال، وفي النهاية كنا نردّد محض أوهامٍ يا سادة، وإلا أخبرونا الآن هل نتقاسم الفساد أيضاً مناصفة، هل يجب أن يتحمل وزراؤنا على الأقل قليلًا من تبعات جبال الفساد المتراكم؟!

هل آن الأوان لنطيح بـ”الدجاجة” معين كأضحية بحكم قرب عيد الأضحى، “التيوس والأثوار أيضاً في أعيادنا مصيرها أن تقدم كقرابين في معبد آمون، لذلك الصحيح ألا نعفي أنفسنا من فساد طفح كيله وفي كل الوزارات بما فيها وزاراتنا الانتقالية، وكل واحد منا جلب شلله وأصحابه وأقربائه، ورجع الشعب المسكين يدور حول نفسه كجمال المعاصر المنقرضة عشان شوية “صليط جلجل” مغشوش ومخلوط بعرق الجبين في ظل كهرباء طافية لاصية..

المشكلة أننا في الانتقالي، ننتقد الآخرين ووزراءهم، ثم عندما يحين دورنا في اختيار الوزراء، نختار من غير المتخصصين وغير الأكفاء ولا يحترم بعضنا تخصصات بعض، إننا كمن نريد أن نبني وطنًا بـ”أحجار مقلوبة”، في الانتقالي لا تكاد تجد حجرًا صحيحًا في مكانه، كله تهبيش وبناء عشوائي، نأخذ العسكري لنعيّنه مسؤولاً إعلامياً، والإعلامي نعيّنه مسؤولاً عسكرياً، وكل وزير من وزراءنا ليس متخصصا في مجال وزارته، فوزير ينتقل من الأشغال إلى الكهرباء، وطبيب عظام وزيرا للخدمة المدنية، ودكتور النفط يشغلوه اقتصاد وبعدها يصبح متخصص في مجال صناعة الصواريخ والأقمار الصناعية والطيارات المسيرة وعلم الفلك والرياح، وبالطبع أقسم أنني لا أقصد السخرية من أحد ولا الاستنقاص منهم كأشخاص ولا النقد لمجرد النقد، فعلا لدينا طموح كبير، ونتغشّشه حرفياً من “الشرعية”، والوضع شعه صار مرعمص رعمصة، ع قولة صاحب أبين..

الجميع اليوم، مشتركون بما يحصل لنا في قِدر الضغط الكبير، والوحيد الذي يجدل الكرة علينا هو هذا “الحوثي”، لا نفط نصدره، لا غاز يدخل خزينة الدولة، ولا ميناء نستورد عبره، حتى تلك الشحنات الأخيرة التي أتت عبر “ميناء عدن”، تحمل مسيّرات وأجهزة وأسلحة حوثية ووقود صواريخ غير مقنعة أبدا من حيث التوقيت، هناك من يلعب بذيله، هناك حلقة مفقودة يا سادة، ألم يكن أوان تهريب وانكشاف هذا الكم من الشُحن والأسلحة إلا الآن، الأمر خطير وفوق تقدير الكثير منا، وأرى أن “إدارتنا الإعلامية الجنوبية” لهذه الأخبار كانت خاطئة جداً، معذورين، ربما هم منشغلون بملء فراغ وزارة إعلام الأشقاء في اليمن ويبحثون عن البطائق والصور الضائعة في الأدراج، مجهود جميل كذلك لكن هنالك أولويات، لذلك فالميناء اليوم يعاني أوضاعاً صعبة وإعاقة الاستيراد عبره بتعقيده على التجار، سيتسبب بالمحصلة بنزوحهم نحو موانئ الحوثي فـ”بستطه” الوحيدة شغّالة هذه الأيام، والخبير جالس يحرّج “وعلى 250 يا رعوي” “المليح جنبنا والخيبة عند جارنا”، على قولة الممثل محمد قحطان في مسلسل “الدلال” بطولة الممثلة العدنية “سالي حمادة”، واصلوا من دون ضحك، حكومتنا تريد 750 ضريبة على التجار، إنها “توأمة حوثية”.

لا ندري “ماذا بقي” على قولة “المعبقي”، ونتحداكم أن تكرووا اسم المعبقي عشر مرات لتفهموا وضعنا الاقتصادي ووضع البنك المركزي (للتسلية)، المهم خسرنا، “مليار دولار” حق تصدير النفط، ووصفتها سابقا بمقالة منفصلة بأنها “خيانة وطنية” لا تزال فصولها مستمرة، من قبل جميع الأطراف اللاوطنية، كان يُفترض لو أن ثمة وطنيين، تحييد هذا القطاع الكبير واستمرار التصدير، ونكسب “مليار دولار ومليارين وربما عشرة” وعاد المراحل طوال على ما يبدو، ونعتبرها فيما بعد كما لو أنها وديعة بعدما نسد نحنا والحوثي، لكن الوطن ضائع في أوساطنا، وأيضاً 700 مليون تضيع من جمارك ميناء عدن، وتذهب لجمارك الحوثي في الحديدة، ربما هو اتفاق ضمن بند “تسليم الرواتب” الحوثية، أما الأرنب معين فعاده منشّر لها وجالس يهدد الحوثي بخيارات “استراتيجية”.

أعذرونا على صراحتنا يا جماعة، لسنا كائنات بلا عقول ونصدق بسرعة كلما نسمعه، ولسنا مختبر لتجريب الخلايا الجذعية للفئران، وليست المشكلة اليوم في الحكومة فحسب ولا يجب تحميل ذلك التعيس معين كل الأوزار، أين كنتم صامتون كل هذه الفترة أيها الأبطال و”العمالقة” المغاوير؟!، المشكلة أيضاً موجودة في توليفة “المجلس الرئاسي”، لا داعي لحكومة ومجلس رئاسي في آن واحد، الطبقية خاطئة هنا، نحن في وقت لا يسمح بتركيب “طبق على طبق”، هذا تشكيل غير متناسب وحكومة ووزراء فارغون بلا عمل، غير الشخط والنخط فوق عباد الله، وكل عضو رئاسي أو وزير أو مسؤول بطيزه جمهورية لوحده، لذلك انتبهوا يا أصحابنا، عندما تُذبح الدجاجة بعدها يأتي دور الكباش فالثور، لا يغرركم “تقلّبكم في البلاد” وانتبهوا لأنه اللي يدخل من “الطاقة” يخرج من تحت الباب، والسلام ختام..

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى