كتاب عدن

إلى أين مصير شعب الجنوب ؟ لابد أن يحسم


سعيد أحمد بن إسحاق

خذوا السياسة ومناصبها وأبعدوا عنا.. خذوا السلطة وكراسيها (كلها) مع كامل اثاثها.. خذوا العمائر والقصور، وأتركونا لنحكم انفسنا؛ ونحفظ ثروتنا؛ نعيش ونتعايش، لا نريد منكم أي شئ، نحن شعب مسالم (لنعيش) فأتركوا حالنا؛ لنعمل مايفيدنا، الى متى تحاربوننا في أقواتنا وخدماتنا؟!، نحن فقط من يمثل أنفسنا بأنفسنا،و نحن فقط من يختار أن يتحدث عنا؛ فإرحلوا عنا، فقد كرهنا ذكر أسماءكم، حسبكم.. حسبكم مافعلتم بنا،، ألم تنتزعوا اللقمة من أفواهنا؟ ألم تشبعوا؟؛ وهدمتم الديار على رؤوسنا؛ ألم تسعكم القصور والساحات بعد؟! وأخذتم الأسماك كلها من البحر، وفجرتم بيوتها؛ ألم تتعبوا؟! ألم تندموا على ما اقترفت أيديكم؟ ألم تروها ملطخة بالدماء؟!

ملأتم خزائنكم، وأفرغتم بطون من أعطاكم؛ وأمنكم؛ ألم تستحوا؟! تضحكون وتمرحون، وعلى الشعب تمزحون، يبكي حظه ضاربا كفا بكف من قهر الجحود؛ لم يعد حاله مستورا بعد العراء الجائر؛ وبعد الحصار الطويل لكرامته، في عيشته وصحته، فمتى يحيا فيكم الضمير؟! فمن أنتم؟ ومن أي عرق نبتم؟ بئس النبت هذا، وبئس الوجوه التي لا تستحي.. فأي حديث بعد هذا، وهم ينظرون أدمعا ذرفت، والى جنائز تحمل الى القبور متجهة، والى الايدي الممدودة، امام المستشفيات والصيدليات والعيادات، وتجمعات المدارس والاسواق، والمساجد وصالات الاعراس،ومحطات الوقود والغاز،والبنوك والصرافات، والطرقات حتى طالت الخطوط الخارجية وبداخل باصات النقل للمسافرين،ألم ترون ماأقترفت أياديكم؛ وأنتم تنظرون؟!، ألم تخجلوا من انتفاخ بطونكم،كالحوامل بالتوائم؟ ألكم قلوب ترق وترحم؟ ألكم عقول تفكر؟ ألكم ضمائر تشعر وتحكم؟ فأي نوع أنتم من البشر؟! فكيف تنظرون الى شعبكم؟ أناته أذابت كل نبضة بعروقه، فلم يملك اليوم حتى روحه.. فكل مايملكه يبيعه، لاجل البقاء ، لعله يلقى الامل؛؛ يشكي حاله، الى اين وصل؟ فلله المشتكى، واليه المرجع.



فيا شعب الجنوب، قم وأنهض، وأنفض الغبار، وانتزع ماسلب، وأترك الجمود، فإن الوعود عدم، واسأل الايام عنها، تحكي لك مآسي وما ألم.. ولك أن تترحم من في القبور من عدد، قوافل شجعت؛ ونحن مازلنا على مانحن فيه من سهن.. إن الانتظار للمجهول مجهول.. وأن للايام دروسا وعبر، ولابد للقرار ان يجزم ويحسم، لكسر الطوق من شعب، صبر بعدما نفذ، وآن له ان يتحرك، ولابد للجمود أن يهدم، ولابد للجنوب أن يرجع.، قم وأبني خيمتك في وجدانك، وارمي ذلك المعول، وحدد المصير اليوم قبل غد، فإن شعوب العالم منك تنتظر، وبخ وبخ لنبتة قات صنعاء تفتك فيك المستقبل و الزمن، فالزمان زمانك وساعة الصفر باليد يجب ان تكون بزمامك.



لقد غطى الظلام موطني الجنوبي وعم، ولابد للضياء أن يعود إليه ويعم، ولابد لأرباب الكروش ان تنفجر وترحل، الى حيث ولدت وربت، ويرجع للوطن منه ماسلب، ويجمد مابالبنوك الخارجية مخازنهم وترصد،وللظلم أن يزهق.


كفى انتظار وتنظير، لقد عاف الزمان مابنا، وماأبتلينا بوعد الحزب بالتسعينا،، فما اقساها على مافيه صرنا، فقر وجوع أشاخ الطفل قبل فطامه، فما أحوجنا للعيش بأرضنا أمنا واستقرارا، فسارع ياشعب قبل هبات الرياح أن تعصف بنا، فإن العدو بالديار مختفيا..
عاثت بساحتك الظبا يادار
ومحا محاسنك البلى والنار
فاذا تردد في جنابك ناظر
طال اعتبار فيك واستعبار
أرض تقاذفت الخطوب بأهلها
وتمخضت بخرابها الأقدار
كتبت يد الحدثان في عرصاتها
لا أنت أنت ولا الديار ديار
فمتى نحتفي ونحتفل بك ياوطني؟ ومتى تعود؟ فإن للأيام مواسم وفصول تدور.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى