محمية معاشق
محمد عبدالله الموس
تنشأ المحميات، عادة، لتوفير مساحة آمنة للمخلوقات المعرضة للإنقراض، وتجري عملياث مكثفة لتوفير أسباب البقاء والتكاثر في هذه المحميات قبل ان يتم اطلاقها في الطبيعة مرة اخرى.
وفق هذا المفهوم فأن معاشق اصبحت مجرد (محمية) تحافظ على ما تبقى من شرعية يمنية مهترئة معرضة للانقراض بسبب عدم قدرتها على مواجهة اسباب العيش خارج هذه المحمية، فتأثيرها وقدرتها على العيش خارج حدود المحمية يكاد يكون معدوما تماما.
تركز جل مخلوقات هذه المحمية في توفير لوازم افرادها، وسخرت كل الموارد لمتطلباتها من اجور دولارية ونثريات ونفقات تنقلات وغير ذلك مما جعلها أكثر المحميات كلفة في كل المعمورة.
وكل من يعيش خارج هذه المحمية يفتقر الى ادنى اسباب العيش، فلا رواتب ولا كهرباء ولا ماء ولا تطبيب وفوق هذا وذاك يلتهم التضخم دخول الناس، وكل ذلك بسبب هذه المحمية البائسة.
بعض من ينتسبون الى هذه المحمية لا يعيشون فيها ومع ذلك يحصلون على نصيبهم منها.
ولكي لا يقال أننا نتجنى على مخلوقات هذه المحمية فأن الإنصاف يقتضي الإشارة الى جهود يبذلها قلة من الوزراء لا يتجاوزون اصابع اليد يعملون شيئا يلمسه الناس، اما البعض منهم فيتنطط هنا وهناك يلتقطون الصور كما تفعل مخلوقات المحميات مع زوارها، والاكثرية لا أحد يدري هل هم احياء ام في عداد الموتى.
مخلوقات محمية معاشق تطور مهارات خارقة للبقاء وتلجأ لوسائل شيطانية يتجاوز ضررها حدود المحمية، فهي، وفي الوقت الذي تضمن فيه بقاءها ورفاهيتها فأنها اصبحت تضر باقي المخلوقات خارج المحمية الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا يسلب باقي المخلوقات اسباب البقاء، فهي تكتنز ثروات وتنمي قدراتها استعدادا للانتقال الى أوطان بديلة بعد اعلان اغلاق محمية معاشق المؤقتة.
ربما ان الاقليم والعالم يحتاجون لمخلوقات هذه المحمية كفزاعة او (خيال مآتة) لاستخدامها وقت الحاجة، لكن الواقع يحكي ان هذه المخلوقات لم تطور نفسها لتستطع التأثير المرجو منها، فلا هي اعتمدت وسائل هجوم ضد الخصوم، ولا هي ساعدت المحيط البشري ليدافع عنها.
محمية معاشق لا تتجاوز كونها مشروع فاشل عالي التكلفة لم يعد ذو جدوى، فمخلوقاتها اصبحت ضارة تخدم الخصوم بكل معنى الكلمة، ومصير هذه المخلوقات، القريب، هو الانقراض.
عدن
٦ يونيو ٢٠٢٣م