مفاوضات جديدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين

الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين تبادلتا الاتهامات بشأن عرقلة تبادل زيارات الأسرى ما أدى إلى تأجيل المفاوضات.
صنعاء -عدن اوبزيرفر: رجح مسؤول يمني السبت انعقاد جولة مفاوضات جديدة بشأن قضية الأسرى مع جماعة أنصارالله الحوثية، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال المسؤول الحكومي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن “مسألة تبادل زيارات الأسرى بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة أنصارالله الحوثية، ما زالت متعثرة”.

وقالت صحيفة العرب ان المصدرتوقع بأن يتفق الطرفان (الحكومة وجماعة الحوثي) على تجاوز شرط تبادل زيارات الأسرى بين الجانبين، على أن تنعقد جولة مشاورات جديدة لتنفيذ صفقة تبادل. وأضاف المصدر أنه “تم بحث مسألة العراقيل بشأن زيارات الأسرى في جولة المفاوضات المقبلة”، من دون أن يحدد زمنا لذلك.

ومؤخرا، تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة أنصارالله الحوثية الاتهامات بشأن عرقلة تبادل زيارات الأسرى، ما أدى إلى تأجيل بدء جولة مفاوضات بين الجانبين، كان مقررا انطلاقها منتصف مايو الماضي. وفي 25 مايو الماضي، اتهمت جماعة الحوثي الحكومة بأنها “رفضت عرضا بالإفصاح عن مصير السياسي البارز محمد قحطان مقابل الكشف عن مجموعة من الأسرى والمعتقلين الحوثيين في محافظة مأرب”.

هانس غروندبرغ يواصل تحركاته الدبلوماسيةلإقناع أطراف النزاع بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف شامل لإطلاق
وقالت الجماعة في بيان إن “هذا الرفض يدل على أن هدف الطرف الحكومي ليس كشف مصير قحطان (مخفي لدى الحوثيين منذ 2015) بقدر ما هو محاولة لعرقلة هذا الملف الإنساني، وإفشال كل الجهود المبذولة لاستكمال عمليات التبادل المتفق عليها”. فيما نفت الحكومة اليمنية حينها اتهامات الحوثيين، وقالت إن الجماعة تتخذ ملف السياسي قحطان للمزايدة الإعلامية.

يشار إلى أنه في أبريل الماضي، تم إطلاق سراح نحو 900 أسير، في صفقة تبادل بين الحكومة والحوثيين، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك بعد مشاورات انعقدت بين طرفي النزاع في سويسرا. ميدانيا، أعلنت جماعة أنصارالله الحوثية في اليمن السبت مقتل 11 من ضباطها العسكريين، في مواجهات مع قوات الحكومة المعترف بها دوليا.

وأفادت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين، بأنه تم تشييع جثامين الضباط في العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن الضباط الذين تم تشييعهم “سقطوا وهم يؤدون واجبهم في الدفاع عن الوطن” في إشارة إلى مواجهات مع القوات الحكومية. ولم تذكر الوكالة الحوثية زمنا محددا أو مكان مقتل هؤلاء. وخلال الأيام الماضية، دارت مواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين في عدد من المحافظات، وخلفت خسائر من الطرفين.

يأتي ذلك تزامنا مع استمرار الجهود الدولية الرامية لتجديد الهدنة في اليمن التي انتهت في أكتوبر الماضي، بعد أن استمرت ستة أشهر ابتداء من أبريل 2022. كما يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ تحركاته الدبلوماسية، إضافة إلى جهود دولية وإقليمية أخرى تهدف إلى إقناع أطراف النزاع بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار، تمهيدا لانطلاق مفاوضات للحل السياسي الشامل للأزمة المستمرة منذ نحو تسع سنوات.