فـي الرياض…يا خيبـة المسـعى
صلاح السقلدي
… حتى الآن ما تزال الأحزاب التي تتخفى خلف ستار شفاف مهتريء اسمه شخصيات حضرمية تنتظر على عتبة الأمير محمد بن سلمان دون أن تجد الرد الواضح للغرض الذي قدمتْ إلى الرياض من أجله وهو.
السعودية تمتلك مخزون ضخم من التجارب مع المعارضين العرب الذين يستنجدون بها عند كل الزوابع والصراعات. فهي أي السعودية تبرع بأسلوب الغموض بالتعاطي مع مطالب هؤلاء وتبقيهم دوما في منطقة رمادية تتأرجح بين القبول والرفض، بين كلمتي لا ونعم ( لعم) يغشاهم الأمل تارة ويفترسهم اليأس تارة أخرى حتى تقضي منهم وِطرها وأقرب مثال على ذلك هو مصير المعارضة السورية التي لم تسمع من الجانب السعودي في نهاية المطاف أكثر من: ( شكر الله سعيك طويل العمر انتهى الأمر) .
الأحزاب في حضرموت تتقزم وتصغر أكتافها على وتسكب كرامتها على بلاط عتبات قصر اليمامة بإذلال وهوان ولكن بطريقة متحذلقة لئيمة- لئلا تبدو متعرية – باستخدامها اسم حضرموت تاريخها وإرثها وطاقاتها بل وتستثمر هذه الاحزاب وبصورة مقززة لمظالم حضرموت التي هي مظالم صناعة حزبية خالصة.
ومع ذلك وبرغم أساليب الالتفاف والتستر خلف اسم عظيم وجسم كبير بكُبر وكبرياء حضرموت إلا أن هذه الأحزاب ما تزال تندب حظها العاثر على أبواب قصر اليمامة وتبلع خيبتها بصمت وحسرة جرّاء التجاهل السعودي الرسمي وللتغطية عن إخفاقها في تحقيق مهمتها المتمثلة بمحاولة إفشال اللقاء الجنوبي في المكلا نراها تستجدي اللقاءات مع سفير هنا أو إلتقاط صورة مع بعثة هناك،وتطيّب خاطرها بإعادة تغريدات هذيان /سليمان العقيلي أو خطرشات /على العريشي.
أما اللقاء الجنوبي في حاضرة حضرموت فقد نجح باعتراف الأحزاب النائحة نفسها وانفض المسمر بسلام ولا عزاء للغباء.
فيا هؤلاء الصغار ، السعودية مثلما هي تحتاج هي بحاجتها لكم لاستخدامكم في مثل هكذا غرض ولإفشال من خلالكم كل تحرك جنوبي كالذي تم مؤخرا في المكلا فأنها في الوقت عينه لن تمنحكم سوى الفُتات من الأجر الذي يبقي بينكم وبينها علاقة الذيل بالجسد.