دنيا الخامري
الثورة والتحرر؟ هل هي كلمات تعبر عن رفض مؤقت نريد تغييره، أم هي الاكتفاء من الأوضاع والظروف الحاصلة لنا والتي أثرت على حياتنا حتى أصبحنا في بعض الأحيان غير راضيين عنها وتولدت لدينا رغبة جامحة في التغيير الذي لم نشهد منه الكثير!!
ثورة النفس هي أخطر من ثورة الأرض، يقودها الإنسان ضد نفسه أولاً ثم على الظروف المحيطة به والمسيطرة عليه والمسجون بها! (تُحول حياته إلى غضب، سخط عدم رضا بالواقع وتراكمات يومية)، وحتى نلمس التغيير الذي ننتظره كل ما علينا فعله هو اتخاذ خطوات مواتية نحو التغيير الإيجابي والفعال عبر التعلم من تجارب غيرنا السابقة وإعداد أنفسنا بشكل جيد نحو التثقيف وقراءة تاريخ الثورات السابقة والناجحة واتباع نهجهم..
وبين ثورة النفس وثورة الحرب عليك التأمل أولاً في الواقع التي تعيش بداخله وتكون على دراية بأحوال المجتمع الذي تتعايش معه وتتعرف عن قرب إلى معاناته.. ليتسنى لك معرفة طبيعة وخصوصية كل فرد ونوع وطبيعة التغيير الذي ستُحدثه لاحقاً.. وتتبلور لديك رؤية مستقبلية نحو القيام بثورة حقيقية تحدث تغييراً تجاه وضع ما أو قضية ترفضها بشدة أو حتى سياسة غير ناجحة وغير عادلة، بذلك تكون قد اتجهت نحو تغيير حقيقي له معنى سواء بالنفس أو حتى من حال واقع مرفوض!!
التغيير سنة الحياة والذي لا يسعى لذلك ولا يجتهد ليصل فهو شخص عاجز عن حماية نفسه ومن حوله وعاجز عن تحقيق إنجازات تخدمه وتخدم مجتمعه ووطنه، فنحن أصبحنا في عصر التكنولوجيا والذكاء الصناعي وكل ما نحتاجه، دقيقة صمت ووقوف أمام النفس والتساؤل، هل حان فعلاً وقت التغيير؟؟
وأصدق بالقول سقراط الذي قال: لكي نحرك العالم علينا أولاً أن نحرك أنفسنا..