أغنية إلى قلبي
إيناس ثابت
إلى معلمي الحبيب
إبراهيم يوسف
لأن كل الكلمات
تنتهي إليك
في عمق ليل الحياة المقدس
وإلى ما وراء المدى
تنتشي ملائكة السماء الوثيرة
تحفني في هوى ضوئها الغمير
تتملى
توشوش في لب قلبي بالأسرار
تُسر لي غيبيات الصور
تلفني في مورقات الحب ونُسيمات الرجاء
أنذر صلواتي..تراتيل روحي
لأجلك
أدعو باسمك الأثير
“…….”
وكلي يردد في صمت خشوع
لا يفتر ولا ينضب
” يا إلهي الرحيم”
تحملها حفيف أجنحة ملائكة
منمنمة
بسنا النجوم وخمائل العهد القديم
وبدايات الخلق والتكوين
فواحة
بعبير الروض و أريج الأمان
وعطر يُسكر أعشاش الورد
وشقائق النعمان
يتردد صدى أجنحتها
في سراديب الليل المدلهم
نغمات السَحَر
وذرى الوجود
أطيل التبتل
أسبح في رعشة من جلال
تتدلى على أرجوحة الدمع
آهات الأماني
وخفر ماء وطين
تذوب خلفي ترانيم أجراس قيثارة نابضة
تناشد طلوع الشمس
تشد ملائكة الرب على كفي
تدثر اختلاج الروح
تبلل خفقات قلبي المرتعشة
تغسلني
بنبع السماء
ورونق الفجر وصفاء الضياء
تغمرني
بشعاع الحضرة والتجلي
تعصر على شفتي قُبلة النهار
وفي عتمة قلبي جذوة لدنية
وسلاف رَوْحٍ
وبدور
إلى جوهر الكون الفسيح
تُشرع لي بابا
وإلى عرش الله
وحيث يسرح النور
وحيث “هو” يكون
ثم تغيب..تغيب في الأفق البعيد
لأراك وحدي في سكون الدياجير
رواء نور شفيف يتموج
نديم طهر يتوهج
يتناثر الضوء من جبينك الباسق
تحدق بعطف وسلام
ودعة ولين
في عمق عيني الغريقتين
فتنبت في قلبي زهرة متفتحة متبرجة الألوان
تعبق بشذا فردوس السماء
وعساليج الربيع وبساتين حور خضراء
تستحيل الزهرة مصباحا براقا
من ضوء قمري فتان
ويستحيل المصباح نجما مشعا
كلؤلؤ نوّار
ويستحيل النجم نهرا هادئا ينساب رقراقا
تقبله أصابع الريح الخفية
ليستحيل إلى قطرة ندى
تنتفض من نومها مع سقسقة العصفور
ساعة الفجر
وتستحيل قطرة الندى أغنية ناعسة رقيقة
لقصيدة عذبة
تهدهد قلبي الكسير