محمد ناصر عولقي
أكثر ما يثير حنقي أن أجد سياسيا أو ناشطا جنوبيا مدمنا على السذاجة .. الناس تسعى لاستعادة وطن وهو حوشان بنفسه أو بأصحاب قريته ويظل يتهافت خلف الصغائر ويلهث لاستجلاب واستدعاء كل علامة سوداء في تاريخ الصراع الجنوبي التي من شأنها أن تفكك الاصطفاف الجنوبي وتوسع مساحة التباعد بين الجنوبيين متماهيا في ذلك مع استراتيجية خطاب تكالبي لخصوم الجنوب ، ومنقادا لآلته السياسية والإعلامية الراتعة في وحل إثارة الفتن وبعث وتشجيع أحقاد صراعات الماضي بين الجنوبيين وآملا من خلال ذلك تحقيق أو حماية مطامع ومصالح شخصية بحتة .
* سيقول البعض : ما الذي يشغل بالك الآن في هذا الصدد ؟
وفي الواقع فإن ما يشغل بالي ليس بجديد بالنظر الى التكرار الباهظ والزائد عن الحد لاستجرار بعض الجنوبيين ممارسة النقل والنسخ واللصق والاقتباس للخطاب التكالبي لخصوم الجنوب والانقياد والترويج له ، وتنبيهنا المتكرر لهم الى أضرار هذه الممارسة عليهم وعلى شعبهم الجنوبي وقضيته الجمعية العادلة ، فهذا سجال قديم بيننا ، واستطاع البعض أن يستعيد وعيه وينسحب منه بينما مايزال البعض الآخر مستمرا في سذاجته الى درجة العناد !!!
* إذا ما هو الجديد ؟
الجديد هو ما وقعت عليه عيني قبل يومين في ذروة حملة الاستكلاب الشمالية ضد الجنوب ، والتداعي والتحشيد لغزوه لمنع الجنوبيين من رص صفوفهم وترتيب اصطفافهم وتهيئة أنفسهم لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية …
لقد ارتصوا كشماليين هاتفين مجددا : الوحدة أو الموت ، وأن الشمال ٢٨ مليون بينما الجنوب ٥ ملايين وسيلتهمونه ببساطة غير مقيمين وزنا وغير عابئين حتى بأولئك السذج الجنوبيين المتماهين معهم في تكالبهم ضد الجنوب والجنوبيين … إنهم _ بغض النظر عن صراعاتهم واختلافانهم _ يتخادمون ضد ما يعتبرونه عدوهم الحقيقي ( الجنوب ) ، وبينما يستعملون خطاب الفتنة ونبش رواسب الصراعات بين الجنوبيين للتغرير ببعض السذج الجنوبيين الذين يتماهون معه ويروجون له ، فإنهم يحرصون على الابتعاد عما يخصهم كشماليين من صراعات ورواسب أحقاد قد تشتت تراصهم وتكالبهم ضد الجنوب ، وفي هذا الصدد يصرح أحد الإخونجيين من أقطاب الدعاية الشمالية بالقول : “” من الغباء فتح ملفات جمعة الكرامة وحادثة دار الرئاسة اليوم ” مضيفا بأن ” هناك عدوا واحدا يتربص بالجميع، وأقولها اليوم لأنصار المؤتمر ولأنصار شباب الثورة واللقاء المشترك والإصلاح وغيره إن من الغباء والسخف أن تفتح هذه الملفات في هذه المرحلة، ويجب تأجيلها وبعد ذلك كل فريق يحتفظ بحقه في التقاضي”.
هكذا إذن !!!! … فمتى يصحو من تبقى من سذجنا ؟