دبلوماسي صيني يلتقي العليمي في خضم جدل حول توقيع الحوثيين اتفاقا نفطيا مع شركة صينية
-عدن اوبزيرفر: استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الخميس، القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية تشاو تشنغ، في غمرة الجدل المثار حول توقيع شركة صينية لاتفاقية مع جماعة الحوثي بشأن التنقيب عن النفط في مناطق سيطرتها، وتراجعها عنها لاحقا.
وبدا أن الهدف من اللقاء هو التأكيد على التزام بكين بدعم السلطة الشرعية في اليمن وعدم تجاوزها.
وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالعلاقات الثنائية المتميزة بين الصين واليمن، معربا عن ثقته بأن تشهد هذه العلاقات المزيد من التقدم خلال الفترة المقبلة.
كما نوه العليمي بالموقف الصيني الثابت، قيادة وحكومة إلى جانب الشعب اليمني، وقيادته السياسية، وحقه في استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
وجاء لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالدبلوماسي الصيني بعد أيام قليلة على إعلان شركة أنتون الصينية رسميا، إلغاء مذكرة التفاهم الموقعة مع وزارة النفط في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا.
وكانت وزارة النفط والمعادن في حكومة الحوثيين، قالت السبت الماضي إنها وقعت مذكرة تفاهم مع شركة أنتون وممثل الحكومة الصينية، للاستثمار في مجال الاستكشافات النفطية.
وذكرت الوزارة في بيان نشر على موقع وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أن مذكرة التفاهم تأتي بعد إجراء العديد من المفاوضات والتنسيق مع عدة شركات أجنبية لاقتناعها بالاستثمار في هذا المجال، في ضوء فرص الاستثمار المتاحة والمزايا والتسهيلات التي ستحظى بها الشركات الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي والمهم.
ونفى القائم بأعمال سفارة الصين في اليمن تشاو تشنغ، الاثنين، توقيع مذكرة تفاهم مع الحوثيين، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، “تطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها”.
ووفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، فقد أكد الدبلوماسي الصيني أنه “لا علاقة للحكومة الصينية بما أشيع من خبر حول توقيع مذكرة تفاهم بين الميليشيات الحوثية وشركة أنتون النفطية”.
وأضاف الدبلوماسي الصيني أن “هذه الشركة خاصة، لا تمتلك الصفة أو الحق للتوقيع على مذكرة تفاهم.. وجار التحقق من الأمر”.
ويرى مراقبون أن الكثير من الغموض والالتباس يلف مذكرة التفاهم المعلن عنها، غير مستبعدين أن تكون بكين تابعت هذه المذكرة، في خطوة لجس نبض السعودية بشأن إمكانية الاستثمار في مناطق سيطرة الحوثيين.
ويشير المراقبون إلى أن بكين اضطرت لاحقا إلى التبرؤ منها في ضوء ردود الفعل اليمنية الواسعة، حيث إن الصين بالتأكيد لن تجازف بعلاقتها مع المملكة، التي تتجاوز مجال الطاقة والبعد الاقتصادي إلى السياسي.
وكانت بكين نجحت في مارس الماضي في تحقيق اختراق مهم في وساطتها بين إيران والسعودية، نتج عنه اتفاق بين الخصمين الإقليميين على تطبيع العلاقات الدبلوماسية.
وقد اعتبر هذا الاختراق إنجازا كبيرا يحسب للصين، ويعزز حضورها الدبلوماسي على الخارطة في المنطقة.