أُرِيدُ أَنْ أَسْتَرِيحَ
أُرِيدُ أَنْ أَسْتَرِيحَ
لَقَدْ مَلِلْتُ مِنْ اَلْأَعْذَارِ
لَأَطَاقَة عِنْدِي لِلشِّجَارِ
اِفْرِشِي لِي رَاحَتَيْكَ وَدَعِينِي أَنَامْ
إِنِّي لَا أُرِيدُ أَنْ أَصْحُوَ
دَعِينِي بَيَّنَ ثَنَايَاكَ أَنْعَسُ وَأَغْفُو
لَا أُرِيدُ أَنْ اِسْتَيْقَظَ ذَاتَ يَوْمٍ
لِأَنِّي أَعْلَمُ مَاسِيحَصَلْ لَاحِقًا
لَسْتَ عَالَم غَيَّبَ
لَكِنَّ حَمَاقَاتِ اَلْمَاضِي فِي بِلَادِي
هِيَ نَفْسُهَا يَاسِيدْتِي اَلَّتِي سَتَأْتِي
نَعِمَ بِنَفْسِ اَلتَّبْرِيرَاتِ اَلسَّخِيفَةِ
اَلَّتِي اِعْتَدَتْ سَمَاعَهَا كُلَّ مَرْحَلَةِ وَلِيدَةٍ
وَيُقَالُ إِنَّهَا سَتَكُونُ بِحُلَّةٍ جَدِيدَةٍ
إِنَّ اَلْحَمَاقَةَ لِلْأَسَفِ عِنْدَ اَلْبَعْضِ عَقِيدَةً
لِذَا لِأَتَفَكَّرِي يَوْمًا إِنَّ تَعْقِدِي عَنِّي شَعْرُكَ
اَلَّذِي اَلتُّحْفَةِ حِينَ يَنْخُرُ اَلْبَرْدُ عِظَامِي
أَوْ إِنَّ تُوقِظِينِيَ إِذَا رَنَّ اَلْهَاتِفِ مُجَلْجِلاً
بِصَوْتٍ صَاخِبٍ
فَسَخَافَتِهِمْ اَلْحَكِيمَةُ
لَاتَسْتَحَقْ أَنْ يُفْضِ مِنْ أَجْلِهَا مَنَامِيٍّ
لَاتْعَكْرِي صَفَوِيّ بِنِقَاشٍ فَارِغٍ
فَالْمَشْرِقُ لَنْ يَصْنَعَهُ مِنْ هُمْ غَيْرُ أَهْلِهِ
لِذَا دَعِينِي مُنْغَمِس بَيْنَ ثَنَايَاكَ
وَإِذَا جَاءَ شَخْصٌ يَقْرَعُ اَلْبَابُ
وَإِذَا جَاءَ مِنْ يَسْأَلُ عُنِيَ ذَاتَ يَوْمِ
فَقُولِي لَهُمْ مِنْ تَبْحَثُونَ عَنْهُ عَادَ إِلَى اَلطَّبِيعَةِ
عَادَ يَسْكُنُ رَاحَتِي اَلْبَدِيعَةَ
إِنَّ ضَاقَتْ عَلَيْهِ دُنْيَاكُمْ
فَسَمَائِي وَارْضَيْ وَسِيعَة
لَاتَبَحِثُوا عَنْهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ مَوْجُودٌ
فَقَدْ تَنَصَّلَ مِنْ مَوَاثِيقكُمْ وَالْعُهُودُ
أَصْبَحَ شَخْصٌ حُرٌّ يَقْتَاتُ عَلَى اَلْقَطِيعَةِ
مَا أَجْمَلُ ذَلِكَ اَلْمَنْفَى اَلَّذِي تَمَلُّكِيَّةٍ
لِذَا دَعِينِي أَبْقَى فِيهِ إِلَى اَلْأَبَدِ
لِأَنَّ اَلنِّظَامَ كُلَّهُ يَاسِيدْتِي مُسْتَبِد
وَلَا شَيْءً فِي اَلدُّنْيَا يُشَابِهُ اَلْحُرِّيَّةَ
اَلَّتِي تَسْكُنُ عَيْنَيْكَ يَا اِمْرَأَةٌ
وَلَنْ تَسْأَلِيَ يَوْمًا ذَلِكَ اَلسُّؤَالِ ؟
لَنْ تَسْأَلِيَ أَبَدًا بَعْدَ اَلْيَوْمَ أَيْنَ كُنْتَ
لِأَنِّي لَنْ أَتَأَخَّرَ اِبْدَأْ خَارِجَ اَلْبَيْتِ
مُحَمَّدْ نَجِيبْ اَلظَّرَاسِي ( اَلضِّرْسُ )