فريق من اليونسكو في زيارة عمل رسمية إلى صنعاء، اليمن
عدن اوبزيرفر-خاص
دوحة، ٢٣ مايو ٢٠٢٣ – أدّى فريق من منظمة اليونسكو، خلال الفترة بين 12 إلى 17 مايو/أيار 2023، زيارة عمل إلى مدينة صنعاء. حيث تنكبُّ منظمة اليونسكو على الحفاظ على التراث الثقافي المتفرّد للبلاد وصونه، فضلًا عن بذلها كل الجهود الممكنة لبناء قدرات المجتمعات المحلية المتضررة من النزاع طويل الأمد – بما في ذلك من خلال توفير فرص العمل ذات الصلة بمعالم التراث الثقافي لـعدد 14000 من شباب وشابّات اليمن بين عامي 2018 و2026.
أُدرجت مدينة صنعاء القديمة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر من قبل لجنة التراث العالمي في عام 2015، وقد عانت المدينة من أضرار جسيمة جراء النزاع ونقص الموارد الاقتصادية للصيانة والإنشاءات غير الخاضعة للرقابة، فضلاً عن التعرض المستمر للاضطرابات المناخية. وجددت منظمة اليونسكو خلال الزيارة تأكيدها على الحاجة المُلحة لضمان الحفاظ على القيمة التراثية العالمية المتميزة لمدينة صنعاء القديمة، كما حثَّت كافة الجهات المعنية وأصحاب الشأن في المدينة على تقديم الوثائق والمستندات الفنّية الكاملة إلى لجنة التراث العالمي قبل إجراء أي تعديلات أو تغييرات جوهرية.
وجدير بالذكر أنه وبدعم من الاتحاد الأوروبي، شرعت منظمة اليونسكو في تنفيذ مشروع بقيمة 20 مليون يورو بهدف دعم صون التراث الثقافي وتعزيز الصناعات الإبداعية في ثماني محافظات يمنية، ويركز هذا المشروع ذو الطابع المجتمعي على إشراك وإدماج وتشغيل الشباب، كما يهدف إلى خلق فرص عمل جديدة لعدد 8 آلاف شاب وشابّة، كما سيقدم التدريب والمنح للمنظمات العاملة في الحقل الثقافي لزيادة فرص إدرار الدخل في قطاع الثقافة.
ويأتي هذا المشروع في سياق ما تَحقَّق من إنجازات ونجاحات في مشروع اليونسكو الممول كذلك من الاتحاد الأوروبي بقيمة 10 ملايين يورو (2018-2022)، والذي خلق فرص عمل لأكثر من 6200 شاب وشابّة. فقد شارك هؤلاء الشباب في ترميم وإعادة تأهيل أكثر من 500 مبنى تاريخي في ثلاثة مواقع للتراث العالمي المهددة بالخطر وهي صنعاء وشبام وزبيد، وكذلك في مدينة عدن التاريخية.
وضمن إطار هذا المشروع، وصلت حملات تعزيز الوعي العام حول أهمية حماية التراث اليمني الغني وإمكانياته في خلق فرص كسب العيش للشباب، إلى أكثر من 9.5 مليون يمني. كما تلقى المشروع دعمًا من صندوق اليونسكو لحماية التراث في حالات الطوارئ1، ولا سيما لإعادة تأهيل وترميم 22 منزلًا تاريخيًا إضافيًا في مدينة صنعاء القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، تقود منظمة اليونسكو إجراءات وتدابير عملية تدعمها حكومة اليابان للحد من مخاطر الكوارث خاصة الفيضانات، وتعزيز استعداد السلطات والمجتمعات المحلية في مدينة صنعاء القديمة ومدينة شبام القديمة المسورة. كما تنفذ اليونسكو في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت أعمال ترميم وإعادة تأهيل طارئة في متحف سيئون (قصر السلطان) بدعم من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
أمّا في مجال التعليم، تُقدم منظمة اليونسكو الدعم من خلال مراجعة خطة التعليم الانتقالية الحالية في اليمن وتطوير الخطة الوطنية الشاملة لقطاع التعليم (2024-2030). كما تقدم المنظمة الدعم لبناء وتطوير نظام معلومات قوي لإدارة شؤون التعليم في اليمن. ويقوم مكتب اليونسكو الإقليمي بتقييم احتياجات التعليم الإضافية في اليمن بهدف زيادة الدعم.
وستواصل منظمة اليونسكو الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وتقديم كافة سبل الدعم الممكنة من أجل تعزيز أسس الحوار وإرساء السلام من خلال مختلف مجالات عملها ونطاق اختصاصاتها.
[1] تشمل الجهات المانحة صندوق قطر للتنمية، وحكومة كندا، ومملكة النرويج، والجمهورية الفرنسية، وإمارة موناكو، وجمهورية إستونيا، وشركةANA Holdings INC ، ومملكة هولندا، والجمهورية السلوفاكية، دوقية لكسمبورغ الكبرى، وإمارة أندورا، وجمهورية صربيا