في ذكرى فك الارتباط دلالات سياسية لانعقاد الجمعية الوطنية دورتها في حضرموت
عبدالرقيب السنيدي
هكذا كان القرار الصائب من الرئيس عيدروس الزبيدي إلى انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في محافظة حضرموت يوم 21 مايو، في الوقت الذي تزامن مع انتصارات ومستجدات سياسية تشهدها الساحة الجنوبية ونجاح اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار الميثاق الوطني الجنوبي، وذكرى عظيمة لشعب الجنوب يوم أعلن حينها الرئيس علي سالم البيض فك الارتباط من مدينة المكلاء في 21 مايو في العام 1994م ،بعد حرب ظالمة اعلنت فيها قوات الاحتلال اليمني الحرب واجتياح الجنوب بقوة السلاح ونهب ثرواته وطمس هويتة .
ويمثل انعقاد الدورة في نفس التوقيت في مدينة المكلاء دلالات سياسية وتاريخية كبيرة اثمرت بانتصارات جنوبية واجماع وطني لكل القوى الجنوبية على رؤية محددة وخطوات فعلية لتعزيز اللحمه الجنوبية وتحديد الاتجاهات الرئيسية لإدارة المرحلة الراهنة والاطار الخاص لقضية شعب الجنوب،بعد أكثر من ثلاثة عقود من الاحتلال اليمني الذي عانى فيه شعبنا ويلات الدمار والتشريد، ليسنتهض فيه شعبنا الجبار من تحت الركام واعلان رفضة لكل سياسات الاذلال والتركيع وتحرير الأرض من براثن الاحتلال الغاشم .
ويكتسب اختيار حضرموت لهذا الحدث الهام أهمية استراتيجية كبيرة حيث أن حضرموت أكبر محافظات الجنوب ،ولما تتمتع به هذة المحافظة من ارث تاريخي وحضاري وثقافي، وهو في نفس الوقت ترجمة فعلية لما يشهدة الجنوب من تطورات ومستجدات سياسية عكست بظلالها على تغيير في المعادلة السياسية الجنوبية واجماع دولي على حل الدولتين ،وهو بحد ذاتة يهدف إلى دعم مطالب ابناء الجنوب في طرد مليشيات الاخوان من صحراء ووادي حضرموت وحماية ابناءها من المليشيات الاخوانية التي جعلت من تلك المناطق انطلاق لعملياتها الارهابية لتصفية القيادات الجنوبية .
لقد كانت حضرموت وما تحمله من موروث حضاري كبير منذ القدم ،فهي ما زالت قلب الجنوب النابض التي عانت منذ انطلاق الثورة التحررية ويلات القتل والتشريد والاذلال، بسبب موقف ابنائها البطولي في كل المنعطفات الثورية دفاعا عن الهوية وحماية الثروات من القوى التأمرية جنبا إلى جنب مع كل ابناء الجنوب في تحقيق الهدف السامي الذي ينشدة شعب الجنوب باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة .
لقد حمل يوم فك الارتباط وما يمثله ذلك اليوم التاريخي من دلالات سياسية لشعب الجنوب ،سيقف يومها نواب الشعب في نفس التوقيت في مدينة المكلاء في مهمة وطنية كبيرة لاتخاذ قرارات حاسمة ينتظرها شعب الجنوب اهمها تحرير الوادي والصحراء والمهرة ومكيراس من مليشيات الاخوان تمهد للسيطرة الكاملة على أرض الجنوب وقرارات في الشأن السياسي تضاف إلى الاجماع الوطني الجنوبي وماتحقق من انجازات عظيمة لشعب الجنوب .