حضرموت تختصر الإجابة مجدداً …
✍️ فاطمة العطاس
ليس مفاجئاً لنا كجنوبيين أن نرى الرئيس القائد عيدروس الزبيدي محفوفاً بالجماهير الحاشدة المرحبة به وهو يبادلهم التحية من سيارته التي يستقلها ، لا كمندوز ولا حتى ناقلات جند تفصله عنهم ، حدث هذا في كل زيارة لحضرموت وغيرها .
نحن الجنوبيون من سقطرى الى باب المندب ، نعلم من هو هذا الرّجل الذي يقود معركة الوجود والمصير، بثقة متبادلة بينه و شعبه .
ندرك تماما ، لماذا يتنافس ويتسابق ابناء شعبنا على التعبير عن حبهم وولائهم له … و لكن من المؤكّد أن المفاجأة في كل مرّة تذهل نوعين ممن شاهدوا اليوم، الاستقبال الجماهيري الحاشد للرئيس القائد الزُبيدي من بوابة مطار الريان الى الشارع المؤدي لمقر إقامته في المكلا حاضرة حضرموت .
النوع الاول من المذهولين قلة جداً ، وهم الذين تأثروا بالصورة النمطية الكاذبة التي حاول الاعلام المعادي الاخواني الحوثي تقديمها للاخر ، غير الجنوبي ، بالشكل الذي يتمنون ليل نهار ان يكون حقيقة على ارض الواقع ، صورة وطلاسم زائفة تصور عبثاً ، قطيعة بين شعب الجنوب وقائدة، وتقاطع بين الجنوب وعمقه الحضاري والتاريخي حضرموت .. هؤلاء ارسلت لهم اليوم حضرموت مشاهد تزيل ما علق بأذهانهم من تشوهات .
النوع الاخر من المذهولين ، هم الذين بهتوا وخسئوا مجددا، هم بقايا برابرة العصر وتتاره الذي هزمناه وطردناه من ارضنا ، هم الذين إن ذكر عليهم إسم عيدروس الزبيدي علقت قلوبهم في حناجرهم ، هؤلاء ، كل يوم يقضيه الرئيس بالمكلا والى جانبه اللوائين النائبين فرج سالمين البحسني واحمد سعيد بن بريك، وكل حضرموت محافظ وقادة ومقادمة ومشائخ ومراجع وجماهير وحضارة وتاريخ جنوبي ، يموتون سبع مرات ، فكيف سيكون حالهم إن قادته إستحقاقات حضرموت الى الوادي والصحراء ..
في هذه الحالة ، لا يمكن للمراقب السياسي الحصيف او العادي ، قراءة ردود فعلهم ، اذا لم يتقمص شخصية طبيب الحالات الحرجة ، يمكنه البداية بالافواه الاخوانية البالية ، امثال مختار الرحبي، والحوثية امثال محمد العماد ، وصولا الى الحيتان التي تمتص حضرموت الوادي والصحراء ثروة ودم، امثال ابو عوجاء ومن على شاكلتة من شذاذ الافاق حماة الارهاب والجريمة المنظمة .
مرة اخرى ، اليوم ارسلت حضرموت للداخل والخارج ، للصديق والعدو، رسالة يختصر مضمونها ، التساؤلات عن سر إنتصارات الجنوب وصمود شعبه وثباته في حرب متعددة الاشكال والوسائل والميادين .
حضرموت قالت وقولها امضى من اي قول : طريق النصر سالك ومعبد، لمن يملك هذا الحب الجماهيري والتلاحم الوطني الجنوبي .