ماذا سيقول العليمي للزعماء العرب ؟
✍️ عقيد ركن: محسن ناجي مسعد
طرح أحد المواطنين الجنوبيين على شبكة التواصل الاجتماعي سؤالا واحدا وهو :- ماذا سيقول العليمي في مؤتمر القمة العربي القادم الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض خلال اليومين القادمين ؟ فأعجبني السؤال فسارعت فورا للإجابة عليه بالطريقة التي تستجيب لواقع الحال في اليمن ،؛-
ماذا عساه سيقول عن بلاد دمرتها الحروب والصراعات التي لم تبارحها قيد أنملة منذو قرابة ثلاثين عام حيث ظلت مشتعلة دون إنقطاع .. حروب كان يقف خلفها النظام الحاكم الذي كلما توقفت الحرب في هذه الساحة سارع إلى إشعالها في ساحة أخرى وهكذا دواليك حتى وصلنا الى حرب الحوثيين التي مضى عليها ثمان سنوات دون توقف .. حروب حولت اليمن إلى بلد يطفح بالصراعات والأزمات التي تراكمت على مدى عقود دون أن تجد طريقها إلى الحل حتى تحولت بفعل ذلك التراكم إلى منجم للأزمات التي تخلف وراءها المزيد والمزيد من الحروب التي أستوطنت هذا البلد الذي يتفرد عن غيره من دول المنطقة بخاصية فريدة من نوعها وتتمثل في ديمومة واستمرارية الحروب التي لم ينقطع سبيلها عن اليمن وكأتها قدر محتوم على هذه الجغرافيا وهي ليست كذالك خاصة إذا ما أدركنا بأن نظام عفاش يتحمل وحده مسؤولية الأنهيار والفوضى التي عمت البلاد وهو المسؤول عن كل قطرة دم سقطت في كل تلك الصراعات المريرة التي شهدتها اليمن على مدى عقود وهو المسؤول كذالك عن تدمير كافة المقومات السياسية والاقتصادية والأجتماعية والثقافية والأمنية والعسكرية لدولة الوحدة التي ذهب بها إلى حيث ولت وإلى حيث يستحيل معه إصلاح مسار الوحدة التي أقتلعها عفاش من جذورها ورمى عليها يمين الطلاق بالثلاث وكانت أول طلقة هي قيام النظام الذي يمثله العليمي اليوم بشن حرب عدوانية عبثية مكتملت الأركان على الجنوب أرضا وإنسانا وكانت من نتائج تلك الحرب القذرة التي أستباحوا فيها الجنوب واستحوذوا على كافة مقدراته وثرواته وممتلكات الدولة الجنوبية التي ذهبت إلى جيوب زعماء عصابات الشمال الذي كان العليمي واحدا منهم وواحدا من وزراء النظام الذي أحتل الجنوب وعاث فيه فسادا وخراب ؟ ماذا عساه سيقول للزعماء العرب حين أستدعاء نظام عفاش الذي كان العليمي أحد ازلامه مليشيات الحوثي لدخول صنعاء و السيطرة على الحكم بدعم كامل مشهود من قبل نظام عفاش الذي مهد الطريق المليشيات الحوثي لتغزوا الجنوب مرة أخرى ؟ ماذا عساه سيقول عن حرب الثامن سنوات التي أشعلت فتيلها مليشيات الحوثي وتسببت بكارثة اقتصادية وأخلاقية وإنسانية راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر وضعفهم من الجرحى والمعاقين ووصلت اليمن إلى حافة الهاوية وإلى الحالة التي نعيش أدق تفاصيلها اليوم ؟ ماذا سيقول هذا العليمي عن وصول اليمن إلى مرحلة الدولة الفاشلة التي يقف خلفها نظام عفاش ومعه العليمي الذي كان أحد رموز ذلك النظام الفاسد الذي عمل بكل طاقته وإمكانياته حتى تصل اليمن إلى مرحلة الدولة الفاشلة الماثلة أمامنا اليوم ؟ ماذا عساه سيقول عن القضية الجنوبية وعن ما حل بالشعب الجنوبي من كوارث ومٱسي يتحمل مسؤوليتها نظام عفاش القذر الذي يمثل العليمي أحد رموز ذلك النظام الفاسق الذي أرتكب الجرائم والموبقات بحق الشعب الجنوبي الذي مورست بحقه كل صنوف القتل والعنف والأستبداد والأستعباد التي فرضها نظام عفاش الذي مازال يصر وحتى يومنا هذا على عدم الاعتراف بحق الجنوبيين في قيام دولتهم المستقلة بعد أن أذاقهم عفاش ومعه العليمي مرارة العيش وأستباحوا أرضهم وداسوا على كرامتهم وأرتكبوا جرائم حرب وجرائم الإبادة الجماعية والقتل العمد بحق الجنوبيين الذين أرقيت دمائهم وأزهقت أرواحهم البريئة عقابا لهم على مقاومة الظلم والأستبداد والأستعباد الذي فرضه نظام الشرعية على الجنوب ؟ ماذا عساه سيقول عن رفضه الأعتراف بالقضية الجنوبية رغم علمه بالظلم الذي خيم على الجنوب طوال سنوات الأحتلال التي فرضها نظام عفاش على الجنوب طوال ثلاثة عقود متلاحقه ؟ ماذا عسى العليمي سيقول عن نظام الشرعية الذي تعرض لهزيمة مذلة على يد مليشيات الحوثي التي باتت تسيطر على معظم أراضي الجمهورية العربية اليمنية ؟ ماذا عساه سيقول عن الشرعية التي أستقر بها الحال في الجنوب موطن بديل لها عن الشمال الذي أضحى تحت سيطرة وقبضة مليشيات الحوثي التي لو ترك لها المجال لوضعت رقاب الشرعية وكل من في فلكها تحت أقدامها ؟ ماذا عساه سيقول وهو يمارس سلطات الشرعية تحت حماية الجنوبيين الذين كانوا ومازالوا كراما مع هذا الصنف البشري الذي لا يعرف معنى الكرم أو الكرامة ولا يميز بين حق وباطل وبين عدالة وظلم ؟ .. الظلم الذي تعرض لها الجنوب على يد نظام الشرعية الذي يمثلها العليمي اليوم كان ينبغي أن يكون كفيل بأن يرفع إذا كان يمتلك ذرة من الكرامة والأخلاق من وتيرة حماس العليمي ويدفعه باتجاه الأعتراف بحق الجنوبيين في قيام دولتهم ويعترف لهم بهذا الحق الذي لا يعد منحة من أحد ولا من أي شمالي كان بل هو حق مكتسب للجنوبيين الذين لم يكونوا في يوم من الأيام جزء من الشمال ولم يحدث في تاريخ هذا البلد العظيم المسمى بالجنوب أن توحد مع الشمال على مر التاريخ حتى أقبلت علينا كارثة ٢٢ مايو ٩٠م التي أختار فيها الجنوبيين الذهاب إلى الوحدة ظنا منهم بأن تلك الخطوة التي أقدموا عليها سوف تحقق للشعب الجنوبي والشعب والشمالي المزيد من الرخاء والاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والمعيشي ولكن سرعان ما خاب ظنهم وإن كان بعد فون الأوان في تلك الوحدة المشؤومة التي أتخذوا منها وسيلة لإقصاء الجنوبيين من كافة المشاهد السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والوظيفية وغيرها من المشاهد التي تم إقتلاع الجنوبيين منها وخصوصا بعد حرب ٩٤م التي كشفت موقف الشماليين الحقيقي من الجنوب ومن أهله وهو الموقف الذي لم يكن أحد من أبنا الجنوب على مختلف مستوياتهم يتصوره أو يتخيل حدوثه بمثل تلك الصورة البشعة التي ظهر بها الشماليين بعد احتلال الجنوب الذين كشىروا بأنيابهم وظهرت وجوههم الحقيقية والقبيحة بمجرد أن وطأة أقدام قواتهم العسكرية الجنوب التي فشلت في يوم من الأيام احتلال الجنوب وتجليات ذلك تتجسد في الحربين التي هاجم فيا الشمال الجنوب في عام ٧٢م وعام ٧٩م وهي الحرب التي كان الجيش الجنوبي قد مسح بالجيش الشمالي الأرض ومرغ أنوفهم بالتراب وكان قاب قوسين أو أدنى من السيطرة التامة على كامل تراب الجمهورية العربية اليمنية لو لا تدخل الأشقاء العرب الذين فرضوا على الجنوبيين سحب قواتهم العسكرية من كافة المناطق الشمالية التي سيطر الجيش الجنوبي عليها حين ذاك وكانت الظروف التي تقف وراء الموقف العربي المنحاز لصالح الجمهورية العربية اليمنية تعود بصورة أساسية إلى طبيعة الوضع الدولي الذي كان قائم والذي يقوم على الثنائية القطبية بين القطبين أمريكا زعيمة الإمبريالية والاتحاد السوفيتي زعيم الكتلة الأشتراكية وكان يطلق على هذه المرحلة .. مرحلة الحرب الباردة التي قسمت العالم إلى شرقي وغربي وكانت الدول النامية بما فيها الدول العربية التي كان الكثير منها جزء من عملية الاستقطاب الدولي الذي قسم العالم إلى شرقي وغربي وكان اليمن الديمقراطية في ذلك الحين محسوب على المعسكر الشرقي ومعظم الدول العربية محسوبة على المعسكر الغربي وهي التي هددت إن لم تنسحب القوات العسكرية الجنوبية من أراضي الجمهورية العربية اليمنية فأنها سوف تتدخل عسكريا لصالح الشمال وكان موقفها بإزاء هذه القضية حاسم وجاد مما أضطر الجنوب إلى الاستجابة للمطالب العربية حتى يجنب نفسه الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الأشقاء العرب الذين وقفوا في صف الجمهورية العربية اليمنية. ولم يتخلوا عنها في مثل تلك الظروف الصعبة التي كانت على وشك أن تتعرض لهزيمة عسكرية ساحقة على يد الجنوبيين الذين لم يجدوا من يقف معهم بصورة حازمة من الأشقاء العرب الذين تفاوتت مواقفهم بصدد الحرب التي اندلعت في اليمن في حرب صيف ٩٤م والتي أقدمت فيه القوات الشمالية على مهاجمة الجنوب في ذلك الحين فمنهم من كان داعم للشمال ومؤيد له في حربه ضد الجنوب ومنهم من كان وعلى استحياء معترض على فكرة دعم الشمال في احتلاله للجنوب ولكن من دون أن تترجم تلك المواقف على أرض الواقع أو من دون أن تؤثر على مسار الحرب التي واصل الشمال خوضها حتى بلغ مراده وهو احتلال الجنوب الذي أكتملت حلقاته بدخول جحافل الشمال وبلوغها عدن العاصمة السياسية للجنوب بتاريخ ٧يوليو ٩٤م
محلل عسكري وسياسي