رسالة مفتوحة لقيادة الإنتقالي بمناسبة إنعقاد دورة الجمعية الوطنية
صالح شائف:
بداية أحييكم بحرارة وأنتم تتهيأون لعقد الدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي في المكلا عاصمة حضرموت؛ توأم العاصمة عدن والجناح الثاني للوطن الجنوبي؛ وإننا هنا وبكل إعتزاز وتقدير لدوركم الوطني ولحجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم في هذه الظروف الدقيقة والحساسة؛ أن نقدم لكم وبكل صدق وإخلاص ومن باب المساهمة المتواضعة في وضع بعض الآراء وعلى هيئة مقترحات محددة؛ نأمل أن نكون قد وفقنا فيها ولو بشكل نسبي؛ ونضعها أمامكم على النحو التالي :
*أولا*- نثق بأنكم قد أستعديتم جيداً لعقد هذه الدورة التاريخية الجديدة للجمعية الوطنية تنظيمياً ووثائقياً؛ وطنياً؛ وسياسياً؛ وعلى صعيد القرارات كذلك التي تنوون إتخاذها؛ وهنا تحديداً نود لفت إنتباهكم إلى الأهمية القصوى والضرورة الإستثنائية التي تحتم على الجمعية الوطنية الوقوف أمامها وإتخاذ وإقرار القرارات والتوصيات والآليات المناسبة بشأن إستكمال الحوار الوطني الجنوبي دون إبطاء؛ إعتماداً على النجاح التاريخي العظيم للقاء التشاور الوطني الجنوبي والخروج بوثيقة الميثاق الوطني؛ والذي كان ثمرة تاريخية ناضجة لمسيرة الحوار خلال ما يقارب العامين؛ وتحديد فترة زمنية مناسبة للإنتهاء من عملية الحوار حتى لا يبقى مفتوحاً دون سقف؛ أو مجالاً لإعطاء المبررات لمن يريدون ذلك فرصة للمماطلة وعدم الجدية بالدخول في الحوار ولأسبابهم الخاصة؛ والتنصل من تحمل مسؤوليتهم الوطنية في ظروف حاسمة تملي عليهم ذلك قبل أية حسابات أخرى.
*ثانيا*- بالنظر للعلاقة القائمة في إطار التحالف المؤقت مع الشرعية اليمنية والمعترف بها دولياً؛ والتي فرضتها الظروف والمصلحة الوطنية الجنوبية؛ فإننا ندعوكم وبإخلاص إلى ضرورة مراجعة وتقييم العلاقة معها تقييماً موضوعياً ومن كل الجوانب والأبعاد؛ ووضع آلية وطنية جنوبية خاصة؛ تحدد فيها البدائل والخيارات المناسبة للتعاطي مع هذه الشرعية؛ وبما يضعها أمام مسؤولياتها وإيفائها بشروط وقواعد تحالف الضرورة المؤقت؛ منعاً لتماديها في في تنفيذ أجندات خاصة تتعارض مع مشروع الجنوب الوطني وحقه في إستعادة دولته الجنوبية المستقلة؛ والتوقف عن مواصلة حرب الخدمات البشعة ضد سكان أهلنا في العاصمة عدن وبقية مدن ومحافظات الجنوب.
*ثالثا*- إعطاء إهتمام خاص للعلاقة مع أطراف التحالف العربي؛ وتقييم العلاقة سلباً وإيجاباً وبروح وطنية عالية؛ بعيداً عن أية إعتبارات أخرى من شأنها الإضرار بقضية شعب الجنوب الوطنية؛ وبما يسهم في تعزيز العلاقة معها ويضع أسس صحيحة ومتينة للعلاقة المستقبلية بين شعبنا ودول التحالف العربي ومع شعوبها الشقيقة؛ تقوم على الإحترام المتبادل وحماية المصالح والأهداف المشتركة وعدم المساس بالكرامة الوطنية أو الإنتقاص منها.
*رابعا*- لقد حان الوقت لوضع رؤية وطنية جنوبية شاملة للتعامل مع أشقائنا في الشمال راهنا ومستقبلاً؛ وعدم تأجيل ذلك أو تركه لحالات الفعل وردات الفعل وإنتظار ما سيقوم به الإقليم أو المجتمع الدولي على صعيد التسوية السياسية؛ لأن الأمر هنا مرتبط بمستقبل شعبينا ويخصهما وحدهما قبل غيرهما؛ وأن يتم النظر للعلاقة مع الشمال برؤية إستراتجية بعيدة النظر وغير مقيدة بأي ظروف أو عوامل ضاغطة في هذه الظروف؛ وهذا ما يتطلب بالضرورة جرأة وشجاعة وتجاوز حالات التردد والذهاب إلى حوار ندي بين عدن وصنعاء؛ وبما يؤدي إلى تفاهمات وتوافقات واقعية ومسؤولة؛ وعلى قاعدة فك الإرتباط وإستعادة الجنوب لدولته الوطنية المستقلة؛ وعبر فترة إنتقالية مزمنة ومحددة وبآليات بتفق بشأنها وتستجيب موضوعياً لتحقيق ذلك؛ وهذا فقط ما سيضمن لشعبينا العيش بسلام ومحبة وإخاء؛ ويحافظ على علاقات خاصة ومتميزة مستقبلاً كشعبين شقيقين ودولتين جارتين؛ ويحمي ويصون المصالح المشتركة ويضع القواعد القانونية الضامنة لتنميتها؛ وتبادل المنافع وإنسيابها؛ والحفاظ على وشائج العلاقات الإجتماعية القائمة دون تعسف لوجودها المتجذر في حياة شعبينا ومنذ عقود طويلة.
١٨ / مايو / ٢٠٢٣م