لا قطارَ عودة يمرُّ على سواحل اللوعة
وكمْ مِنْ امرأةٍ لعنتني في سرّها وعَلنها لأنّني كنتُ أمجدُ جمالكِ الفذَّ حينما كنتُ ضريراً وأنتِ تقوديني إلى جنائنكِ المعلّقة وتُلقينَ عليها قميصكِ الورديّ بـ ( سبّاحْ ﮔــلبي )*, منقّبٌ أنا بالحزنِ أضحكُ مِنْ كثرةِ دموعي موغلٌ تستبيحني الطرقاتُ المجهولة بوصلتي سرابٌ صداهُ معاولَ تهدّمُ ظلّي الشاحبَ الأنين , في المنعطفاتِ تتلاشى أقدامنا ينحرفُ الطريق يشاكسُ اللوعةَ مَنْ ترى سيعيدنا إلى سيرتنا الأولى نلملمُ الباقي مِنْ كنوزنا المنهوبة ؟! , سواحل الهزائم تلمّعُ أصدافَ خساراتنا تفترسُ الذكريات الجميلة العطر لتمنحنا تغريبةً أخرى أكثرَ أنيناً يجتاحُ وحشةَ نبضاتِ القلب , يتربعُ هذا الغيابُ الطويلَ الأسنان فوقَ صدرِ أحلامنا ينهشُ ذخيرتها متهكماً يطردُ الصباحَ وينسجُ حولنا جدرانَ ندمٍ غليظَ القلب , على شغافِ الأمنياتِ كتبنا معاً إنَّ العشقَ يمشّطُ سلالاتَ الغربةِ وأغنياتهُ تفيضُ سعادةً تنتشلنا مِنْ هاويةِ القلق , أولادنا الظرفاء يا سيّدتي ستلتهمهم الخنادق أخشى عليهم مِنَ الغرباء وعليكِ أنْ تجعّدَ وجهكِ الريحَ بوشاحِ البارود والّا يأتي قطار العودة ونتلاشى جميعاً .