تهافت افتراء ان الوحدة قدرنا التاريخي!!
صالح علي الدويل باراس
كلما افتروا ان الوحدة اليمنية قدرنا ومصيرنا وان من يناقش او يشكك فيها سيلعنه التاريخ والجغرافيا…الخ ازداد قناعة بان الجنوب يسير على الطريق التاريخي الصحيح فتلفيق الكلام الانشائي واحيانا الماجور لا يغير حقائق التاريخ ولا تغيّره مصلحة فرد او فئة وان الوحدة في الجنوب كانت حلم نخبوي عروبي قومي ساذج منفصلا عن حقائق التاريخ ليس لانها قدر ومصير تاريخي في الجنوب فغلب الطبع اليماني بالغدر التطبّع بالوطنية والاخاء وحولوها تكفير وضم والحاق كسائر غزواتهم من “كرب ايل وتر” الى “عفاش” وشعاره “الوحدة او الموت” ثم اجتياح الحوثي وشعاره “محاربة الطواعش” وآخرها غزوة “خيبر ” الاخوانية وهم ينسحبون امام الحوثي في “نهم”*
*فالجهة المسماة اليمن جهة جغرافية شهدت تاريخيا -قبل الاسلام- دويلات متصارعة ولم تتحد تاريخيا بل تُضَم وتُلحَق ب”حد السيف” بغزوات وحشية تقتل خيار المهزوم وسادته ومن ابقوه جعلوه فئة ذليلة وتنهب امواله وتُحرق مدنه وتطمس “مسانده ” وتحوّل شعبه الى رعاع و”اقنان ارض”*
*احد المستمسكات التاريخية عن تلفيق ان الوحدة اليمنية قدر تاريخي موجودة في مسند النصر ل”كرب ايل وتر” الذي غزا اوسان ودمر دولتها ومساندها والحجة انهم كفار لايعبدون اصنامه !! فتنذّر بملكها ومجلس مستشاريه “المزود” قرابين لاصنامه !! ونهب ارضهم واحرق مدنهم ومواشيهم ودمر مساندهم وحول شعبها اقنان ارض وهذا مثبت في مسنده “مسند النصر” ثم غزوات تدمير قتبان وحضرموت واحراق مدنها*
*في البعثة النبوية لو ان الوحدة قدر اليمن التاريخي!! لكاتب الرسول صلى الله عليه وسلم “عظيم او تبع” اليمن الموحد كما كاتب هرقل عظيم الروم او كسرى امبراطور فارس او المقوقس حاكم مصر لكن الرسول كاتب انقسامية قبلية كانت تدير الجهة اليمنية وكانت صنعاء حينها فارسية الولاء كحالها الان!!*
*فاين القدر الوحدوي التاريخي حينها!!!؟*
*وفي العصر الاسلامي تحول المسمى الجهوي “اليمن” الى “وحدة ادارية” كالمحافظات في النظام الاداري الحالي لاي دولة وتدار من مركز الخلافة في دمشق او بغداد وبعد ضعف مركز الخلافة لم يسيطر على “ولاية اليمن” بعد سقوط ولائها للدولة الاسلامية مركز واحد بل انقسمت اربع كيانات ثم جاءت فتوى الامام الزيدي المتوكل على الله بان “الشوافع كفار تاويل” لاستئناف دولة “حد السيف الطائفي” فجاست غزواته حيثما وصل سيفه واذعنت لبطشه بعض المناطق وصدّ غزواته الجنوب فلم يقبل الزيدية لا حكما ولا مذهبا*
*وفي الدول الوطنية الحديثة تاثرت الجهة اليمنية بالاستعمار فقد رحل الاحتلال العثماني بعد الحرب الاولى وتاسست مملكة الزيود الهاشمية ثم اليمنية وورثتها الجمهورية التي اتحدت مع الجنوب المستقل عن بريطانيا بوثيقة وحدة مهما كان الراي في قصورها فتامرت العصبوية الزيدية وحبر الاتفاق لم يجف كما اورده الشيخ الاحمر في مذكراته باتفاق الرئيس وشيخ الرئيس بضرورة اشهار الاخوان للتجمع اليمني للاصلاح للالتفاف على اتفاق الوحدة ثم تكفير الاخواني اليمني “الديلمي” للجنوب وشعار عفاش الوحدة او الموت وغزو الجنوب وتحوّل شعبه في خطابهم السياسي والاعلامي وحتى الشعبي الى “هنود وصومال” واداروهم بضم والحاق او كما وصف علي محسن الادارة بالاستعمار*
*اي مشروع يعتسف حقائق التاريخ ويحتال بالاساطير يزول مهما كثر ملفقوه ومزوروه ومهما جنّد من “رغاليين”*