كتاب عدن

الجنوب .. «بلا إنترنت ولا اتصالات» متى تنتهي المعاناة والانتهازية ؟




ليزا محمد الجاندي
لن اتطرق للانقسامات ولا لمختلف المتعلقات السياسية ، وساقتصر على تدوين بضعة سطور حول هذه قضية خدمية اهامة، يجمع المواطنون على امتداد محافظات الجنوب على اهميتها ويطالبون بسرعة معالجتها انها مشكلة “الانترنت والاتصالات” ، التي اخضعها البعض للحسابات السياسية والامنية وغيرها، غير مدرك لمعاناة الناس جراء غيابها اوضعفها ، قد يكون معه وجه حق في الجوانب الامنية، لكن المواطن العادي وخصوصا الذي لا يتبوأ منصب حكومي مرموق ولا قيادي في حزب او منظمة او تكتل سياسي ، فلا تعنيه تلك التحوطات التي تم اللجوء اليها وادت الى حرمان مناطق واسعة من خدمة الانترنت والاتصالات المباشرة ، في ظل احتكار جائر للخدمة من قبل “يمن نت” ، وعجزها عن توفير خطوط كافية لكل المواطنين في لحج وعدن والضالع ، ولقد بدا العجز فاضحا في محافظة لحج حيث ينتظر آلاف المواطنين بالمحافظة دورهم في الحصول على نقطة انترنت ، رديء وسيء للغاية ، ووصل سعر نقطة الانترنت – ان فزت بها عبر سمسار محترف – الى اكثر من ثلاثة آلاف ريال سعودي ، ولا تتوفر نقاط الانترنت في لحج ولا خطوط الهواتف الارضية ، الا عبر سماسرة استغلاليون، وفي الفترة الاخيرة لا وجود بالخالص لاي نقطة انترنت ، الا وعود عرقوبية كاذبة تحمل في طياتها الفشل وعليك الا تتنظر وابحث عن حلول اخرى.
لن اريد ان اتناول كوارث “يمن نت” التقنية ومستوى الخدمة ونوعيتها، والاساليب الاحتيالية التي تمارسها ويعرفها كل الناس ، لان المقام لا يتسع، ولعلي اتطرق لذلك في موضوع قادم ان اطال الله في العمر.
اما الحال مع منافسي “يمن نت” ، فهم ايضا كانوا اكثر بشاعة وانتهازية ، وجدوا المواطن فريسة مستغلين حالة اللادولة التي نعيشها، فقدموا خدمة مشوهة وضعيفة ومنعدمة احيانا بمبالغ كبيرة لا يتحصل عليها الا من كان تاجرا اومضطرا ، وهواستغلال يكرس حالة الانتهازية السائدة في بلادنا والتي تشمل كل السلع والخدمات ، ما يؤكد حاجتنا الماسة للدولة ولاجهزتها الرقابية، على ان يوازي ذلك يقظة شعبية ورقابة مجتمعية ، وتفعيل السلطة القضائية وكافة الاجهزة الرقابية ، لوضع حد لذلك الاستغلال والانتهازية التي يستند اصحابها الى الفوضى وليس الى اي تشريعات.
والمؤسف ان المواطن الجنوبي ، ايوة المواطن الجنوبي دون غيره ، لان اسوأ خدمة انترنت في العالم هي اليمن ، لكنها في الجنوب اسوأ بمليار مرة من الشمال ، كان قد استبشر خيرا بقدوم “عدن نت” بعد ان عانى كثيرا من “يمن نت”، التي تخضع لادارة الانقلابيين بصنعاء، وامّل حالما في “عدن نت” بان تحرره من جشع “يمن نت” ومن دعم “الانقلابيين” بملايين الريالات شهريا، لكن يا فرحة ما تمت ، وتبخر هذا الحلم بمجرد “تغريز “عدن نت” في كثير من مناطق الجنوب وعدم شمولية تغطيتها لغير عدن، واختفائها لساعات واحيانا لايام عن منازل مستخدميها، دون تفسيرمنطقي ، سوى وعود كاذبة وتبريرات تغلب عليها السطحية والغباء والسذاجة وتبلغ تلك السذاجة ذورتها عندما يحاول القائمين على تلك الشركة استغباء المواطن، ناهيك عن الصدمة التي اصيب بها المواطنون فور اعلان “عدن نت” عن اسعار شرائحها واجهزتها المرفقة، التي بيعت وتباع بمبالغ خيالية ، وفتح الباب مشرعا ، امام سماسرة “نساء ورجال” اشهروا سكاكينهم الحادة في وجوه المواطنين وعمدوا الى تقطيع جيوبهم بطلب مبالغ كبيرة ، ناهيك عن ابتهاج الشركة “الغريبة العجيبة” بمظاهر الازدحام امام وكلائها ليُفتح المزاد تحت سمع وبصر اولئك الوكلاء الذين تحول بعضهم الى “جزارين” بالنظر الى المبالغ التي يطلبونها قمية “لشرائح” شركة تقدم خدمة يمكن وصفها بالوهمية في بعض المناطق، اما الاكثر اثارة للسخرية فهو عجز الشركة عن توفير شرائح كافية للمستخدمين في مقرها الرئيسي وفروعها، في وقت تتوفر تلك الشرائح لدى سماسرة لا يتفاهمون الا بالريال السعودي.
ولا يسمح لها المقام الان ان اتناول عملية الاحتيال التي وقع فيها كثير من المواطنين الذين اضطرتهم اعمالهم الى شراء شرائح “عدن نت”مستخدمة.
ان المواطن الجنوبي من في عدن ولحج وابين والضالع وحضرموت وشبوة بحاجة الى تحرك عاجل من المجلس الانتقالي والقيادة السياسية ومن الحكومة، ومن تجار الجنوب ومن اعلاميي الجنوب ونشطاءه، للمطالبة بايجاد حل جذري وسريع وفاعل لمشكلة “الانترنت” والاتصالات في الجنوب، وانهاء الاستغلال الحاصل، وفتح باب الاستثمار في هذا المجال ، بحيث توفر الخدمة بجودة عالية وباسعار مناسبة تكون في متناول الجميع دون منٍّ او اذى.
وتحقيق اكتفاء ذاتي لكل مناطق الجنوب، بدلا من تركه رهينة لشركات وسماسرة همهم الاول تحقيق ارباح باهضة ، مقابل خدمة وهمية او سيئة للغاية، وباسعار مبالغ فيها وغير حقيقة مقاربنة بالكثير من البلدان المجاورة.
اشير هنا الى ان مناطق كثيرة في لحج وعدن وابين لا تزال محرومة تماما من خدمة الاتصالات ناهيك عن الانترنت ، ويعاني السكان هناك كثيرا في استقبال مكالمة من قريب لهم او مغترب او مهتم ، فلا تغطية موجودة ولا اشارة ملحوظة، بسبب خروج اغلب ابراج “يمن موبايل” عن الخدمة، وتحول “سبأفون” الى “لعبة بلاستيش” مضحكة ومحزنة في آن ، واكتفاء “عدن نت” بإطلاق وعود لا تنفذ ، بتوسيع التغطية والانتشار وارخاص اسعار شرائحها وخدماتها.
اما “شرائح” “يمن موبايل” و “سبأفون” “ويو” فقد تحولت الى في المناطق الجنوبية وتحديدا لحج وعدن واجزاء واسعة من ابين الى مجرد قطع بلاستيكية عادية داخل الجوالات المحمولة تأخذ حيزا دون اي خدمة ، لا حسيس لها ولا نبض ، واختفاء كلي للتغطية ، فيضطر كثير من المواطنين في عدد من مناطق “تبن” والحوطة، والمسيمير ، والمدينة الخضراء في لحج ، ودار سعد ، والشيخ عثمان ، والمنصورة، والمعلا والبريقة ، في العاصمة عدن، للخروج الى شوارع رئيسية او الصعود على تباب مرتفعة او اسطح المنازل لتلقي مكالمة او رسالة مهمة، فمتى تنتهي هذه المعاناة لخدمة اصبحت من ضرورات العصر.
نأمل ان يكون هناك تحرك جدي من كل المعنيين في الحكومة والمجلس الانتقالي والقطاع الخاص، لاستدال الستار على اقبح خدمة اتصالات وانترنت على مستوى الوطن العربي ، وفتح المجال امام شركات اتصالات محلية اودولية ورجال الاعمال للنهوض بهذا القطاع الهام ، وكسر احتكاره من قبل شلة من الانتهازيين الذين لا يرقبون في المواطن الا ولا ذمة.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى