شؤون محلية

صحيفة دولية : الجنوبيون في اليمن يتبنون رؤية موحدة لاستعادة دولتهم


حقق الحوار الوطني الجنوبي الذي جرى برعاية المجلس الانتقالي، نجاحا كبيرا سواء لجهة عدد القوى السياسية والاجتماعية التي شاركت به، أو في علاقة بالمخرجات والتوصيات التي أقرها الحوار، ويرى متابعون أن الحوار يشكل محطة فارقة في قضية استعادة الدولة، لكن هناك العديد من التحديات لا يزال على القوى الجنوبية تجاوزها.

عدن -عدن اوبزيرفر: اختتم الاثنين الحوار الوطني الجنوبي في عدن بتوقيع القوى السياسية والمكونات الاجتماعية على وثائق شملت الميثاق الوطني الجنوبي، والرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، وضوابط التفاوض السياسي القادم، وأسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية.

وترسم هذه الوثائق أبعادا جديدة لقضية شعب الجنوب، الذي يطالب باستعادة دولته، وقد جرى توقيعها في أجواء مليئة بالحماسة، حيث صدحت حناجر الحاضرين في اليوم الختامي بشعارات من قبيل “بالروح بالدم نفيدك يا جنوب”.

ويرى مراقبون أن الحوار الوطني الذي جرى برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي حقق نجاحا غير متوقع، حيث شارك فيه أكثر من 284 مندوبا من محافظات الجنوب الثماني، تتقدمها حضرموت بـ66 مندوبا وعدن بـ60 مندوبا، ثم أبين بـ25 ولحج بـ22 مندوبا.

ويشير المراقبون إلى أن الوثائق التي جرى التوقيع عليها من شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة، وقد تشكل حافزا للقوى المقاطعة للحوار للانضمام، خصوصا وأن هذا الملتقى لن يكون الأخير، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الملتقى.

ودعا البيان الختامي الصادر عن الحوار، كافة القوى والمكونات الجنوبية اليمنية التي لم تشارك باللقاء، إلى أن “تلتحق بركب الموقعين على وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي”.

وطالب البيان الدول العربية والمجتمع الإقليمي والدولي بـ”احترام تطلعات شعب الجنوب اليمني وحقه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته”.

وشدد على ضرورة “تعميق وتعميم لغة الحوار في المجتمع كأسلوب أمثل لتقريب وجهات النظر وحل أي تباينات قد تحدث”.

وأوصى البيان بـ”استمرار جهود الحوار الوطني الجنوبي وتعزيز مبدأ التصالح والتسامح ومتابعة تنفيذ مخرجات اللقاء التشاوري”.

وقال يعقوب السفياني، مدير مركز سوث 24 للدراسات في عدن، إن مخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي الذي استمر لأيام وكان نتاج عملية حوار معقدة ومحفوفة بالتحديات لأشهر، هي مخرجات كبيرة ومتقدمة، وبالتأكيد تشكل مرحلة فارقة بالنسبة للأطراف السياسية والشعب في جنوب اليمن.

وأضاف السفياني في تصريحات لـ”العرب” أن هذه المخرجات تعطي دفعة قوية للمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية الجنوب على حد سواء، لاسيما أن الكثير من المواقف القادمة سوف تبنى عليها وقد بدأ هذا بالفعل عبر انضمام مكونات عدة إلى المجلس.

وأعلن مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب، برئاسة عيدروس اليهري، ومجلس الحراك الجنوبي السلمي بقيادة علي هيثم الغريب الاثنين انضمامهما إلى عضوية المجلس الانتقالي، استجابة لدعوة الاتفاق والتشاور الجنوبي.

وقال الغريب في بيان إن القرار يجسد مبدأ وحدة الصف الجنوبي، مضيفا أن مصلحة الوطن العليا ومتطلبات المرحلة الراهنة تفرضان على الجميع وحدة الصف.

ويرى مراقبون أن المجلس الانتقالي الذي تشكل قبل نحو سبع سنوات نجح في إثبات نفسه الورقة الصعبة في المعادلة الجنوبية، وأنه بات يملك الشرعية القانونية والشعبية والسياسية لتمثيل قضية الجنوب، مع باقي الطيف السياسي والمجتمعي، المتبني لمشروع استعادة الدولة، بالاستناد إلى خطة واضحة ومرسومة حول كيفية العمل على هذا المشروع.

وقال رئيس مركز سوث 24 إن الوثائق الأربع التي تم التوقيع عليها وفي مقدمتها الميثاق الوطني الجنوبي تتضمن العديد من النقاط والاتجاهات الهامة، وهي في مجملها تركز على مشروع استقلال الجنوب عن الشمال، وهذا مشروع معلن وغير جديد ينادي به المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه وانبثاقه عن الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية في 2017. كما ركز جزء كبير منها على معالجة الماضي وسلبياته التي تم الإقرار بها رسميا عبر الوثائق والمخرجات.

ورأى السفياني أن حالة التفاؤل تبقى رهينة بتنفيذ المخرجات وتطبيقها على أرض الواقع، حيث إن هناك حالة عميقة من الشك تجاه أي حوارات أو مخرجات توافقية سلمية تعلنها الأطراف في اليمن، سواء كان ذلك في الجنوب أو الشمال، والتاريخ يضع أمثلة كثيرة على ذلك.

وشدد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي مطالب اليوم بصنع نموذج حقيقي مختلف قد يكون الأول إذا ما أخرج تلك التعهدات والوثائق إلى الواقع.

وسارعت العديد من الشخصيات الجنوبية المؤثرة في المشهد اليمني إلى إعلان مباركتها لمخرجات الحوار، وقال صالح المحرمي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والقائد العام لقوات ألوية العمالقة الجنوبية، إنه تابع باهتمام الحوار الوطني الجنوبي، مهنئا المشاركين وشعب الجنوب بإنجاز الميثاق الوطني، مؤكدا أنه ينظم ضوابط العمل السياسي كميثاق شرف يوحد الجبهة الوطنية الجنوبية لمستقبل جنوبي يسوده التعايش والقبول بالآخر.

وقال المحرمي إن خلق هذا الاصطفاف الوطني وتوحيد الجهود سيسهمان في إيجاد عمل سياسي أكثر انسجاما بين القوى السياسية الجنوبية لخدمة مصالح الوطن والمواطن، وخاصة في هذه المرحلة الصعبة التي يقف فيها الجنوب أمام استحقاق سياسي في مشاورات الحل النهائي.

وهنأ نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي مختار اليافعي شعب الجنوب ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، والقوات الجنوبية، بنجاح اللقاء التشاوري الوطني.

ووصف توقيع وثائق اللقاء التشاوري واختتام أعماله بنجاح في العاصمة عدن، بالنصر الكبير الذي تحقق لشعب الجنوب، متطلعا إلى مواصلة الحوار الوطني مع جميع المكونات السياسية الجنوبية والتحاقها بالركب نحو استعادة دولة الجنوب.

وقال حسين لقور بن عيدان، الباحث والأكاديمي الجنوبي، “لا شك أن انعقاد مثل هذا اللقاء وبهذا الحجم والتنظيم وفي أجواء فرح يعد حدثا كبيرا بعد عقود من حالة التيه والتمزق”.

وأضاف بن عيدان في تصريح لـ”العرب” أن اللقاء أقر عددا من الوثائق المهمة في مسيرة نضال شعب الجنوب، وهو إنجاز وتقدم كبير على طريق تحقيق طموحات شعب الجنوب في الخروج سلميا من الوحدة مع اليمن بعد فشلها وتحولها إلى كوارث على الشعبين.

وشدد الأكاديمي الجنوبي “نعتقد أننا دخلنا مرحلة حاسمة تقربنا كثيرا من السلام العادل الذي ينشده الجميع بدخول الجنوبيين في أي مفاوضات ممثلين لشعبهم ووطنهم.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى