كتاب عدن

جيل بلا هوية وطنية مشتركة




بقلم / ليالي نبيل


يقوم هذا الجيل الجديد بتغيير الهوية الوطنية المشتركة فكل جيل يتبع مجموعة سياسية معينة تلزمها بتباع سياستها وقد اصبحت طبيعة التنشيئة الأجتماعية في منطقة من المناطق اليمن تعتمد على مايفرضه الطرف المهيمن في تلك المنطقه التي ينتسبون اليها،ويؤدي كل هذا الى غياب هوية موحدة تعمل على التلاعب بالأجندات المدرسيه على زرع جيل جديد يعاني من الصراعات.

والهدف من كل هذا ليس من اجل حشد وتجنيد الألاف من اليمنيين بل ايضآ من اجل ضمان السيطره ع الاجيال القادمةالتي ستؤدي إلى تكوين جيلٍ مشتتٍ من دون هوية وطنية، مما يطيل أمد النزاعات،يؤدي إلى مزيدٍ من الانقسام، وتستعرض هنا هذه الطقوس المتغيرة وآثارها على المجتمع في صنعاء وعدن وحضرموت.

كان تسييس التعليم في اليمن مشكلة فعلية قبل اندلاع النزاع الحالي، إذ سيطرت رواية الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على مناهج التعليم التي عُدِّلت لتتناسب مع وجهة نظره حول الوحدة اليمنية، وبالتالي تجاهل مظالم جنوب اليمن. ومع تفكك الدولة وخضوع نظام التعليم لسيطرة أطراف النزاع المختلفة خلال السنوات الماضية، غدت التجمعات المدرسية -بوصفها جزء من البروتوكولات والإجراءات الأوسع للمدرسة- أدوات قوية تُستخدم لتشكيل شعور الطلاب بالهوية. وتمثِّل هذه التجمعات -باعتبارها نموذجًا مصغرًا للمجتمع الأكبر الموجود خارج المدارس- أساسًا لبناء المجتمع. وفي أثناء التجمعات المدرسية، يشارك الطلاب في الطقوس ويستمعون إلى التعليمات المختلفة، كتلك التي تتعلق بالأخلاق مثلا، التي تشكِّل هوياتهم وطبيعة شعورهم بالانتماء. ومن خلال انطوائها على بعض الممارسات الشعائرية: مثل رفع العلم الوطني وتحيتة وأداء النشيد الوطني، فإن التجمعات المدرسية الصباحية تنقل إلى الطلاب أفكارًا قوية حول معنى الوطنية.

واشار تقرير صادر من المركز اليمني لسياسيات،بعنوان جيل بلا هويه وطنيه مشتركة يتطلب السلام أيضًا العدالة والمصالحة في مدارس اليمن، الى ما تعمل الجماعات المتنافسة التي تتلاعب بالأجندات المدرسية بهذه الطريقة على زرع جيلٍ جديدٍ يعاني من الصراعات، إذ إن الطلاب الذين نشأوا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يرون «السنة» بوصفهم أعداء لهم، ويعتقدون أن قادة الحوثيين هم ممثِّلو الرب، بينما يرى الجنوبيون الشماليين بوصفهم محتلين وأعداء بسبب هذه الانقسامات والاختلافات. وحتى لو تم تحرير الجنوب من «الاحتلال»، فمن المرجح أن تستمر العداوات والكراهية لأن جيل الشباب في عدن والجنوب يكبر معتقدًا أن الشماليين أعداء. ونظرًا إلى الانقسامات بين طلاب حضرموت وغياب هوية موحدة، يمكن لأي مجموعة استقطابهم بسهولة، وستتحمل هذه الأجيال تلك المشاعر من المظلومية والكراهية ويوجهها بعضهم باتجاه البعض الآخر عندما يكبرون. وحتى إذا عُثر على حل سياسي لليمن في المستقبل القريب، فإن احتمال استمرار النزاع مرتفعٌ بسبب الهويات المنقسمة التي أطلقتها الحرب واستغلتها.

إن هذه الخلافات المتعلقة بالتجمعات المدرسية تفرض علينا إعادة النظر في طريقة تفكيرنا حول السلام في اليمن بل تغييرها بنهج جديد من التفكير. وعلى الرغم من أن آليات السلام والعدالة الدولية الحالية تدعو إلى وقف العنف كاتفاقٍ أولي، فإن العدالة والمصالحة مطلوبان من أجل سلامٍ طويل الأمد. وتعد إعادة التفكير في الهويات والتنوع الثقافي كمميزات، بدلًا من عقبات أمام حل النزاعات، نقطة جيدة للبدء في تحقيق سلام دائم في اليمن. كما يجب النظر إلى النزاع في اليمن على نحوٍ يتسم بالشمولية، بحيث تتضمن رؤانا حول السلام سرديات فترة ما قبل الحرب التي أصبحت تشكِّل هويات اليوم. إن الصراعات الحالية ناتجة عن مظالم الماضي التي يجب معالجتها قبل أن تزداد الأجيال القادمة تباعدًا وتنافرًا.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى