كيف سترد روسيا على هجوم الكرملين؟
في الوقت الذي كشفت فيه السلطات الروسية، عن إحباطها هجوما استهدف مبنى الكرملين عبر طائرتين مسيرتين، متهمة أوكرانيا بمحاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يطرح المحللون تساؤلات حول الطريقة التي سترد بها موسكو على هذا الاستهداف لمركز سيادي له خصوصيته الرمزية والسياسية في روسيا.
ويقول الخبراء، إن روسيا، التي اعتادت أن ترد بسرعة على أي اختراق أوكراني، لن تتأخر هذه المرة خاصة أن الهجوم استهدف مبنى الرئاسة الروسية، شديد التحصين، في قلب موسكو، والذي لا يمكن أن ينظر إليه الرئيس بوتين وأعوانه على أنه “اختراق عابر”، مرحجين أن تُقدم روسيا على “رد رادع وسريع” يستهدف أوكرانيا، وقد تكون “الرؤوس الكبيرة” أهدافا مشروعة.
استهداف زيلينسكي وأعوانه
وفي أول تعليق له، على هجوم بطائرتين مسيرتين على الكرملين، طالب رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، باستخدام “الأسلحة القادرة على ردع النظام الإرهابي في كييف وتدميره”.
وأضاف فولودين، في بيان على تطبيق تيليجرام للمراسلة، أن “روسيا يجب ألا تتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد الهجوم المزعوم” الذي نفت كييف مسؤوليتها عنه.
تصريحات رئيس البرلمان الروسي، جاءت متوافقة مع تقديرات الخبراء والمحللين، بأن روسيا قد تنفذ هجوما ربما يستهدف اغتيال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أو الإطاحة بالدائرة المقربة منه.
ويرى محللون، أن روسيا لن تتأخر في وضع رموز نظام زيلنسكي، وتحديدا الوزراء وكبار الضباط كأهداف على أجندة ردها “المحتمل” على هجوم الكرملين، متوقعين أن تشن موسكو ضربات جوية عنيفة تستهدف مقرات حكومية أوكرانية حساسة في كييف بما فيها مقر إقامة زيلنسكي.
ويقول المتابعون، إن الرد الروسي، سيكون نقطة فارقة لتحديد مسار الحرب الأوكرانية، خاصة أن استهداف الكرملين جاء في وقت حساس أعلن فيه قادة الجيش الأوكراني وضع الترتيبات الأخيرة على هجوم مضاد خططت له كييف منذ بعض الوقت، وقد تستغل روسيا استهداف مبنى الكرملين بمسيرات أوكرانية، للمبادرة بتوسيع هجومها وربما التركيز على استهداف العاصمة كييف، لمحاولة وضع الجانب الأوكراني في موقف الدفاع بدل الهجوم الذي كان مقررا أن يبدأ قريبا لاستعادة مدن احتلتها روسيا ضمن عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
أوكرانيا تتوقع الأسوء
وفي الوقت الذي نفت فيه أوكرانيا أي علاقة لها بضربة الطائرة المسيرة، قال مسؤول أوكراني بارز، إن الحادث الذي أبلغ عنه، يشير إلى أن روسيا ربما “تعد لاستفزاز إرهابي واسع النطاق” في أوكرانيا.
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار زيلينسكي في تصريح لرويترز “بالطبع، لا صلة لأوكرانيا بهجوم الطائرتين المسيرتين على الكرملين”.
وأضاف بودولياك أن الاتهام، إضافة إلى إعلان منفصل ورد فيه أن روسيا أمسكت بأشخاص يشتبه في أنهم مخربون في شبه جزيرة القرم، “يشير بوضوح إلى التجهيز لاستفزازات إرهابية على نطاق واسع من طرف روسيا في الأيام المقبلة”.