تريد.. وحدة يمنية مع الحوثيين؟
#صالح_ابوعوذل
– في أول تظاهرة جنوبية في مدينة الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، أصيب الشاب “وليد السنيدي”، بجروح بليغة أثر طلق ناري، أطلقت قوات الاحتلال اليمني بشكل عشوائي.
– ثلاثة اعيرة نارية “قاتلة” اخترقت الرئة، وأضحى الشاب القادم من ريف سرار يافع بمحافظة أبين، يصارع الموت في مشفى خاص بالمنصورة، وبعد ان تماثل الى الشفاء فوجئ باسمه ضمن قائمة محكوم عليهم غيابيا بالإعدام.
ما هو الذنب الذي اقترفه هؤلاء؟. خرجوا يرفضون هيمنة عسكرية يمنية همجية على بلادهم، بعد ان دخلوا في خطيئة الوحدة المشؤومة.
– أين هو اليوم “الجريح وليد السنيدي”؟ هل حد سأل عنه؟، قد ربما البعض “اليوم” لا يعرف شبان خرجوا يواجهون الاحتلال اليمني بصدور عارية، وهزموا الجيش المترس بالأسلحة.
– يزين البعض اليوم “خطيئة الوحدة المشؤومة” بالمشروع الحوثي الدموي الإرهابي، ويزعم هؤلاء أن “تلك الخطيئة” كانت عامل انقاذ للجنوبيين من حروب واقتتال أهلي داخلي.
– لو سألت اليوم “طفل” يلعب في ازقة الشوارع العاصمة عدن، عن المتسبب بأحداث العنف في الجنوب، ستكون الإجابة بلا شك “ليسوا جنوبيين، ولن يكونوا كذلك”.
– احداث يناير 1986م، التي أصبحت فزاعة للجنوبيين بانكم ستتقاتلون فيما بينكم يا جنوبيين، هذه الاحداث المأساوية استمرت فقط لبضعة أيام وكان الصراع على السلطة، والفاعل اللوبي اليمني الذي بدأ حربه الانتقامية منذ الإطاحة بأول رئيس “قحطان الشعبي” الذي رفض مشروع اليمننة للجنوب العربي، وهو تأريخ لا يمكن لتافه اليوم ان يغير ولو كلمة واحدة في هذا التأريخ.
– احداث يناير مثلها مثل أي احداث حصلت في معظم الاقطار العربية، “صراع على السلطة”.
– هذه الاحداث التي استمرت لسبعة أيام فقط، لا يمكن مقارنتها بحروب المناطق الوسطى في اليمن، التي أودت بحياة ربع مليون يمني، ناهيك عن دورات الصراع الشبه يومية هناك وصولا الى حروب صعدة الستة حصدت من “أبناء ذمار أكثر من 50 ألف جندي وضابط فقط”.
– لكن ماذا عن حرب 1994م، دخل الجنوب في مشروع وحدة سلمي تم الانقلاب على مشروع الوحدة “الخطئة الكبرى”، بالحرب وفتاوى التكفير التي ستظل وصمة عار في التأريخ اليمني، ماذا عن عشرات المجازر الدموية التي ارتكبها بالاحتلال اليمني.
– أي أحد يحاول ان يزين للجنوبيين بان الوحدة “تحت سلطة الحوثي” اقل دموية من تحالف نظام صالح والإخوان، عليه ان يدرك بانه شريك في تلك المجازر التي ارتكبها الحوثيون خلال السنوات الماضية، عليه ان يدرك أيضاً.
– هؤلاء الذين يقولون إن “الوحدة مع الحوثيين زينة”، يدركون تماما أن الاذرع الإيرانية في اليمن، قد أجبرت ملايين اليمنيين على الفرار صوب الجنوب الذي يزعمون كذبا ودجلا ان “جنوب دموي”.
– لو أن هذا الجنوب “دموي”، كما يزعم بعض الأدوات الرخيصة، لما أصبح قبلة للنازحين والمهاجرين المشردين من بطش سلطة الحوثي الذي يريد هؤلاء الرعاع ان تكون الوحدة معهم.
– لا شك انه لا الإقليم ولا العالم يرضى ان تكون هناك سلطة حاكمها “عبدالملك الحوثي” من كهف في جبال مران، ولو استمر الصراع لمائة عام، جربوا غيرها.