كتاب عدن

خذوا عني هذه النصيحة!




سماح عملاق
لا يمكنكَ أن تصبح إنسانـًا بحقيقة المعنـى ما لم تعن غيرك من الناس،ما لم تتخلص من أنانيتكَ في الوصول وحدك،وتحصيل الفائدة دون سواك..قد لا يكون عليك أن تتقاسم محصولك وثمرة جهدك مع الآخرين،فهذا يعود لجود ذاتك وطيب أصلك وأصالة معدنك،ولا يمكن نعتك بالأنانية إن لم تَجُد ببعض ما تَجِد،لكنك ستكونُ أنانيـًا حتمـًا لو كتمتَ خبرًا عن شخص قد يكون له خيرَ خبر،ستكون أنانيـًا لو أنك تركت غيرك وشأنه وأنت تستطيع أن تدله على الطريق الذي طال بحثه عنه،أن تشجعه على ما يعليه بحكم علمك وخبرتك،أن تدل عليه من يبحث عنه لاستعماله طالما تعلم قدرته على ذلك.

لكل شخصٍ في الحياة تجاربه واهتماماته وعلاقاته وأماكن تواجده ودرايته،تمر به فرصٌ كثيرة،قد تناسبه بعضها فيستغلها وبعضها تناسب غيره من الذين يعرفهم وربما تناسب غيره حتى تلك التي تناسبه،ولا يمنعه عنها معرفتهم بها ،فأن يكتفي باستغلال الفرص التي يستطيعها ولا يخبر الآخرين عما يناسبهم مما يعرف،وربما يكونون بأمسِّ الحاجة لها وقد تقطعت بهم سبل الوصول إليها،فذلك إخفاءٌ يُظهِرُ قبح روحِه،وتجاهلٌ يبيّنُ مدى جهله بالحياة والإنسان والخير وعظمة فعله وتأثيره وأثره،وهي أنانيةٌ يظن أنه بها يعلو على البقية،بينما تُسقِطُه سقوط القيمة والمعنى..

فإذا أردتَ الخير لنفسك،لا تتردد عن منحه لمن حولك،وإذا خشيت بذل الجهود واستكثرت عليهم متاعب المجهود،فانصح_على الأقل_ حين يجدي النصح،وامدح حين يكون في مدحك حافزٌ يفتقره أحدهم ليحلِّق،ويحتاجه التائهُ ليجدَ نفسَه،أخبرْ من تعرفُ حاجتَهم بما تعرفُ من أسباب قضائها إن لم تَقضها بنفسك،أوصلِ الفرص التي تصل إلى علمك لمن يبحث عنها وتتناسب وقدراتِه،ولا تكتفِ بنفسك،فما لهذا أنت هنا،وما بهذا ستنجو هناك غدًا..

للناسِ يا صاحبي حقٌ عليك_وإن كنت غافلًا عن هذا الحق وغير مستشعر له ٲو مبالٍ به_فلا تدعهم بِحُجة أن لهم شأنَهم ولك شأنك،فما دمت تستطيع فعل ما يلزم،فأنت مُلزَم..وما دمت تعرف الطريق المؤديَ إلى الغاية،فأنت معنيٌّ بأن تدل عليه الساعين إليه،بل وعليك أن تسعى لمعرفة الطريق _ٳذا كنت لا تعرفه _طالما تعلم مدى حاجتهم لمعرفته،وطالما أنك تستطيع بما لك طاقة به وما هو بحدود وسْعِك..

لا تنتظر من صديقك أن يطلب مساعدتك حتى تفعل أو تحاول،بل بادرْ بقدر مقدرتك،ساندْهُ ولو بالسؤال عنه،ولو بإعطائه الرأي والمشورة،بمشاركته ما يقاسيه،بتقديمه إلى الأسباب التي تلبي رغبته وتصل به إلى مراده،ساعدْ المبدع على الظهور ليراهُ من يريده ويهتم بإبداعه،،واقترحْ على أي جهةٍ أسماءَ مَن يتسع لهم مجالها،وتناسب قدراتهم متطلباتها،

لا تعشْ محصورًا بنفسك،منشغلًا فقط بشأنك،متجاهلًا غيرك وإن شعرت بأنك ضحية تجاهلهم أيضـًا !

إذا فشلت في أداء مهمةٍ تُطلب منك،فأخبر بها من هو كفوٌ لها وأخبر عنه لتتحق له فائدة قد لا تتأتى لك!

لا تكتفِ برفض العروض التي تصلك لأنك غير متاح،أو لأنكَ لا تستطيعها،بل اقترح عرضها على المتاحين لها،والقادرين عليها..!

لا تكن سببًا في استمرار فاقة الناس وأنت تستطيع إعانتهم عليها،أو تبصيرهم بمواطن الأسباب التي تخلصهم منها،كن إيجابيـًا ولو بنظرة،وملهمـًا ولو بفكرة،ومعطاءً ولو بشق تمرة !

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى