مراعي عدن
د. مروان هائل عبدالمولى
العيد ابتسامة وفرحة و تبادل للزيارات والتهاني ، العيد تسلية وسرور تراه في عيون كل صغير وكبير ، وقد اعتاد سكان عدن في كل عيد التوجه الى الحدائق و الشواطئ و المتنزهات للاستمتاع بفرحة العيد .
في كل مناسبة وطنية او في الاعياد الدينية تمتلئ المساحات الخضراء من حدائق و متنزهات وجولات السيارات الصغيرة والكبيرة بمتعاطي القات ، و حتى الكورنيشات و اركان الشوارع والاسواق وممرات المشاة وارصفة وسلالم المحلات والمساجد والمستشفيات واغطية مناهل الصرف الصحي لا تسلم منهم ، لكن على رأس هذه الاماكن المحببة لهؤلاء المنغصين ” ساحل ابين والغدير وجولد مور وبستان الكمسري ” ، ففي هذه الاماكن مناظر لا تسر ابن البلد ولا الغريب ، اشكال مزعجة ومقرفة من البشر تنتشر وتفترش كل مكان ، الساحات و داخل الخيم المخصصة للعائلات وفوق الكراسي وحولهم قاذورات من بقايا قات واكياس وبصق وقناني بلاستيك وسجائر وشمة ، ناهيك عن التبول في الاماكن القريبة من العائلات والتحدث بصوت عالي البعض منهم يتضح من سلوكياته وكلماته غير الاخلاقية ان تعاطي القات لا يخلو من حبوب مخدرة.
الخطورة الاكبر في هؤلاء المنغصين الذين حولوا متنفسات عدن الى مراعي لهم هو حمل البعض منهم للسلاح والتبجح به بين الزوار ، وتأجير البعض منهم للعربات والدرجات النارية والسير بها بين المواطنين بسرعة كبيرة ، ناهيك عن تعاطي الشيشة التي ربما لا تخلو من مواد مخدرة سريعة الادمان ، حيث ترى مدخنيها على طول الساحل وفي مواقف السيارات وبجانب ممرات المشاة بينهم مراهقون لا تتعدى اعمارهم 14 سنه يعيقون حرية حركة العائلات والزوار ويتلفظون بكلمات وتعليقات بذيئة .
الغريب ان هذه الظاهرة المعيبة تتكرر في كل مناسبة و كل يوم خميس وجمعة وفي كل مره لا تقوم قيادات السلطات في المحافظة او المديريات باي اجراءات رداعه لهؤلاء المنغصين والخطرين في نفس الوقت ، ولا يخفى على احد ان القات يحمل في طياته نفوذ سياسي واقتصادي لكن في نفس الوقت يجب على القائمين على هذه المدينة الاخذ بعين الاعتبار حقوق المواطن البسيطة في الامن والراحة والحق في الفرحة ، بعيداً عن دهاليز هذا النفوذ المريض والقذر، الذي دمر البلاد والعباد وحول عدن الى قرية ومراعي لمتعاطي هذه الآفة الخضراء .