السعودية تعلن إنسحابها من ملف الحرب في اليمن..!!
السعودية تعلن إنسحابها من ملف الحرب في اليمن..!!
كتب:خالد سلمان
مثل الجيش المنسحب بلا خطة وليس من موقع قدرة على تنظيم عمليات الإنسحاب بلا خسائر فادحة ، تعلن السعودية إنسحابها من ملف الحرب في اليمن، دفعة واحدة لا بخطوات مدروسة تمكن الحلفاء او الأطراف المحسوبة عليها من شغل الشواغر ، وتعزيز قدراتهم وفرض توازنات قوة على الأرض.
الجيش المنسحب مطلق جيش، يواجه أثناء الإنسحاب بتكثيف العمليات والغارات عليه مكبدة إياه أكبر الخسائر الممكنة ، وكذلك في الحالة السعودية وإن سياسياً ، حيث يعيد الحوثي بعد تيقنه أن الرياض حزمت وبلا تردد أمر إنسحابها بأي ثمن، ترتيب مطالبه برفع السقف وفرض المزيد من التنازلات على الطرف المنسحب بصورة عشوائية غير متدرجة.
بعد أن حسم مواضيع الموانئ والمطارات، يتجه الحوثي الآن إلى البحث مجدداً في قضايا تم حسمها كالرواتب وتحديد آلية الصرف عبره وتقاسم الثروات ، وتحييد مصادر دخله عن أي إلتزامات تجاه سكان المناطق الواقعة تحت سلطته ، وإعادة النظر بحصة الحوثي من الثروات برفع الحصة حسب تعداد السكان ، مع أن الثروات تُنتج جنوباً ، والمطالبة بما هو أكثر من اللقاءات التي هي عبارة ضمناً عن تطبيع فعلي ، إلى الإعتراف الرسمي بالحوثي كحاكم لليمن ، وإن المفاوضات تجرى بين دولتين ذات سيادة يمن الحوثي والمملكة ،أي كدولة لا كطرف في النزاع، إضافة إلى تحديد شكل الدولة ومضامين الحكم، وعديد الملفات السياسية من وجهة نظره هو ، وخارج أي مقاربة تقدمها الأطراف الأخرى، بما في ذلك موضوع الجنوب كجزئية لا كملف مستقل.
هل نحن أمام تسوية تقود إلى سلام مستتب طويل الأمد؟
التسليم بمطالب الحوثي ،لا يعني أن سلاماً متوازناً قد حل على منطقة أرهقتها الحروب ،وصراع مصالح دول الإقليم والدول الكبرى ، وفي ظل عدم ضمان إنجاز حلول متوازنة ، فنحن أمام تسوية تفتح على حروب متعددة وإن كانت الآن مؤجلة لبعض الوقت.