في وداع رمضان!
ليلى الهاشمي
رمضان قد حان الرحيلُ فأمسِك لياليكَ التي فيها شقي وسعيد..
حيرت دمعاتي فمن أيّ مَسلك تجري لوداعكَ أم لفرحةِ العيد..
بعد طول إنتظار وترقب وفرحة بقدوم شهر رمضان خير الشهور وأعظمها ها نحن نقف على عتبات النهاية، وكأننا لم نلبث سوى أيام، هكذا أصبح الوقت يمر بسرعة مُذهلة، فهنيئًا لمن كانت نهاية صيامه وقيامه سعيدة وتزود بالكثير من الطاعات التي تقرب إلى الله جل جلاله.
وبما أننا في الأيام الأخيرة من رمضان يسكن في صدورنا حُزنًا لفراق أيامه التي تمتلئ بالأجواء الدينية الروحانية المُبهجة، وبركة لياليه التي تعبق برحمة الله وغفرانه للذنوب ومضاعفة أجر العبادات واستجابة دعواتنا.
ولكل شيء في هذه الحياة نهاية إلا العمل لوجه الله، فهو باقٍ وستجد ثماره، فمن تزود خيرًا في شهر الخير من خلال إقامة الصلاة والصدقة والطاعات بكل أشكالها قولًا وفعلًا، فإن ذلك سيكون أجره مضاعف في شهر رمضان.
وكذلك فإن الله غفور رحيم وعظيم يتقبل توبة عباده المقصرين، فمن كان مُتخلف، أو يشعر بأن لديه نقص في العبادات لابد له أن يجتهد في هذه الأيام والليالي الأخيرة لعلها تكون خير له، وتسد ثغرات نقصه.
ومن المهم جدًا أن نعلم جيدًا أن الله دائمًا يرانا ويسمعنا ويجب علينا التوبة وتجديدها باستمرار، ولا نكون رمضانيون فقط نتذكر الله في رمضان، فنصلي ونصوم ونتصدق ونتلوا القرآن وتمتلئ المساجد فيه فقط، بل علينا أن نراجع أنفسنا.
وبالأخير ما علينا سوى الدعاء بما علمنا رسولنا الكريم _صلى الله عليه وسلم _ وقول: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته فاجعلني مرحومًا ولا تجعلني محرومًا، فإنه من قال ذلك ظفر بإحدى الحسنيين، إما ببلوغ شهر رمضان، وإما بغفران الله ورحمته.
وهناك الكثير من الأدعية التي كان يدعي بها الرسول _صلى الله عليه وسلم _ والصحابة رضي الله عنهم ومنها:
“اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلًا.
اللهم لا تجعله آخر عهدنا وأعدهُ علينا أعوامًا عديدة ولاتخرجنا منه إلا ونحن من المقبولين ومن عتقائك من النار”.