السودان واليمن وتشابه الماَسي
بقلم/ حيدره القاضي
انزلاق السودان الى مستنقع الصراع المسلح يعني دخول البلاد في نفق مظلم, ودوامة خراب ,سيدفع الشعب السوداني فاتورة مكلفة من ابنائه وطاقاته وثرواته, وسيعانون منه زمنا طويلا, ,وفي نهاية المطاف تتفق القوى المتصارعة, وتجنح الى السلام وتدعا الى طاولة الحوار , بل وتنفذ ما يملا عليها من الخارج الذي دفع بها الى الصراع حرفيا’ ولكن بعد خراب مالطا …
مايجري حاليا في السودان يماثل ما جرى في اليمن قبل 8 سنوات و والوضع في المحافطات المحررة حاليا ..
لن تشهد الاوطان استقرارا في ظل اتكأ القوى السياسية على فصائل عسكرية تدين لها بالولاء وتخضع لإمرتها , ويشعر كل منهم بانه اطول قامة وصاحب اليد الطولى في حسم الوضع … لهذا لا استقرار الا بحسم الصراع لفصيل على الاخر بدلا من توازن الضعف واستمرار الصراع ..
السيناريوهات المرسومة للمنطقة كما علمتنا تجارب اليمن وليبيا والعراق, هو لا حسم ولا انتصار لطرف على الاخر , ولكن الحفاظ على توازن الضعف للجميع حتى يجهز هولاء على مقدرات الوطن وقوته العسكرية والاقتصادية وتمزيق نسيجه المجتمعي , وبالتالي تظل حاجتهم الى الخارج ملحة ومذلة .
وهنا تفرض الاجندة وتنفذ السيناريوهات الخارجية , وتتنافس بل تتسابق القوى المتصارعة و المنهكة على الساحة الوطنية في تقديم التنازلات المؤلمة والمذلة دون مراعاة مصالح الوطن الدنيا , بعد ان تخلوا عن مصالح الوطن الكبرى في توجيه سلاح الجيش الوطني الى صدور الشعب
دخل السودان النفق وبلع الطعم, وكنا نتمنى ان يتعلم من شعب مصر بالحفاظ على دولته ومكاسبه الوطنية ويفوت كل الرهانات , والا ينزلق الى مهوى الفتن وقاع الحرب ولكن اُكل السودان يوم اكلت بعض الدول العربية ..
ثلاثة عقود حكمت السودان عصابة ,والحال يماثله في اليمن, لم يؤسس خلال هذه الفترة جيش وطني , ولم تبن مؤسسات مهنية , فكانت النتيجة اليوم واحدة بين اليمن والسودان , حرب واقتتال, وخراب وطن …فالعصابات لادين لها , وان تدثرت بعمامة او تزملت بزنة