كتاب عدن

توعية الناس وتبصيرهم وتحصينهم بالحقيقة وليس بتهييجهم





/ صالح شائف

في هذه الظروف الدقيقة والإستثنائية التي يمر بها الجنوب وقضيته الوطنية؛ فإن الإعلام الجنوبي وبوسائله المختلفة؛ مدعو للنهوض وبقوة ويقظة عالية وإستثنائية أكثر من أي وقت مضى لتأدية دوره وتأثيره والإبداع في رسالته التنويرية المتعددة الإتجاهات والأبعاد والميادين؛ ليتمكن من خوض حرب الجنوب الإعلامية بهمة عالية؛ ويكون بمقدوره تحقيق المزيد من النجاحات المأمولة في هذه الجبهة الساخنة التي لا تتوقف معاركها على مدار الساعة؛ ونأمل بل ونثق بأنه لن يكون إلا كما يثق به شعبنا ويراهن عليه في هذه الجبهة المشتعلة.

لقد أصبحت وظيفة الإعلام أكثر قوة وحضوراً وتأثيراً على صناعة وتكوين الرأي العام؛ وأصبحت خطورته على تغيير أمزجة الناس وقناعاتهم ومواقفهم المتعددة سلباً وأيجاباً أمراً ملحوظاً؛ وهو ما يجعل الإعلام الجنوبي أمام تحديات حقيقية لا يمكنه تجاوزها إلا عبر المزيد من حشد وتعبئة كل إمكانياته المتاحة وإستغلالها إستغلالاً جيداً؛ وتفعيل عملية التواصل والتنسيق فيما بينها وعلى نحو يضمن لها الحضور الفاعل الذي تتطلبه المرحلة الخطيرة والمعقدة التي نعيشها؛ كما ويتطلب ذلك ايضاً توفير الدعم المادي والمعنوي والرعاية الدائمة من كل الجهات المعنية ومدها بالوسائل المطلوبة للنجاح وبالتأهيل والتدريب المستمرين.

كما يطلب منها ايضا وبالضرورة الإبتعاد عن أساليب الإثارة العابرة والشحن القائم على الإنفعالات المتشنجة البعيدة عن الحقيقة والمنطق؛ أو المبالغة في طرح وتناول القضايا الوطنية المختلفة تجنباً لنتائجها السلبية عند المتلقي؛ ومنعاً لإستغلالها السيء من الأعداء وبأي طريقة كانت.

ولعله من المناسب هنا الإشارة للدور الهام لنشطاء شبكة التواصل الإجتماعي في هذه الظروف؛ فمسؤوليتهم كبيرة في المعركة الوطنية للإعلام الجنوبي؛ وسيكون دورهم فاعلاً ومؤثراً أكثر إذا ما أبتعد الكثير ممن يستخدمون الشبكة عن حالة التسابق على نقل ونشر التسريبات والمنشورات التي تبثها مطابخ الإعلام المعادي للجنوب وقضيته الوطنية؛ وهي التي تجعل من البحث عن الفتنة بين أبناء شعبنا أحد أهم أهدافها الرئيسية.

ولذلك فإن مجابهتها بالحجة والمنطق وفضحها بنشر الحقائق وبالدفاع عنها وبإيصال المعلومات الصحيحة والمؤكدة للرأي العام حتى يتم تجنيبه الوقوع تحت تأثير الشائعات المضللة التي أصبحت أكثر تنظيماً في عمل وخطط القوى المعادية؛ وهي جزء أصيل في حربها النفسية ضد شعبنا والمتكاملة مع بقية وسائل حربها العدوانية ومخططاتها التآمرية التي لن تتوقف إلا بهزيمتها في كل الميادين.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى