شؤون محلية

وفد سعودي في صنعاء لإتمام الترتيبات بشأن التهدئة


صنعاء -عدن اوبزيرفر: بدأ وفد سعودي الأحد زيارة نادرة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للتفاوض مع جماعة الحوثي لإتمام الترتيبات بشأن اتفاق لوقف إطلاق نار بشكل دائم يمهد الأرضية لتسوية سياسية في البلاد.

وتأتي الزيارة بالتوازي مع مسار آخر يستهدف تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية، برعاية صينية، حيث من المنتظر أن يقوم وفدان إيرانيان بزيارة إلى الرياض بحلول نهاية الأسبوع بهدف إطلاق عملية إعادة فتح ممثليات الجمهورية الإسلامية في المملكة.

ويشكل الملف اليمني أهم اختبار بالنسبة إلى إيران عن مدى حرصها على المضي قدما في تطبيع العلاقات التي انقطعت مع المملكة منذ نحو سبع سنوات.

ويقول مراقبون إن زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء والتي من المرجح أن تستمر لبضعة أيام، تؤشر إلى إحراز تقدم في مشاورات تجري بوساطة عمانية بين الرياض وصنعاء وبالتوازي مع جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة، والتي اكتسبت زخما أكبر بعد التحول المفاجئ على مستوى العلاقة بين الرياض وطهران.

وكانت وكالة سبأ المتحدثة باسم الحوثيين ذكرت أن الوفد السعودي سيبحث مع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط “رفع الحصار بكل تداعياته ووقف العدوان واستعادة كافة حقوق الشعب اليمني المحقة، ومنها صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز”.ولفتت الوكالة إلى أن الزيارة ستستغرق بضع أيام.

وسبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للأسرى مع الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

لكن هذه الزيارة تأتي في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إنهاء النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات الآلاف من الأشخاص.

وكان وفد عماني استبق زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء السبت لإجراء محادثات مع الحوثيين ضمن الوساطة التي تخوضها مسقط منذ أشهر.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام إن مطالب جماعته “وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز (…) وخروج القوات الأجنبية من اليمن والتعويضات وإعادة الإعمار”.

وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية، بعد مباحثات سعودية – حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.

ويقوم التصور السعودي وفقا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.


وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق، وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.

وحثّ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على “أن يظهروا حقا أنهم يحدثون تحولا إيجابيا في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي”.وكان ليندركينغ قد زار سلطنة عمان في الأسابيع الأخيرة.

والسبت، أعلنت البحرية الأميركية عن دخول غواصة نووية صاروخية قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز مياه البحر الأحمر قرب اليمن، في عرض جديد للقوة.

وفي مؤشر إيجابي إلى إمكان حصول تقدم في جهود السلام، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبدالقادر المرتضى السبت عن وصول 13 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقت سابق.

وقال المرتضى في تغريدة على تويتر “استقبلنا في مطار صنعاء الدولي 13 أسيرا ومعتقلا أفرجت عنهم السلطات السعودية في مقابل أسير سعودي أفرجنا عنه في وقت سابق. ونأمل أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتنفيذ الصفقة المتفق عليها نهاية هذا الأسبوع”.

وأضاف القيادي الحوثي في تغريدة لاحقة “الأسرى المفرج عنهم اليوم من السجون السعودية هم جزء من الصفقة المتفق عليها عبر الأمم المتحدة. ويوم الخميس القادم إن شاء الله سنستكمل بقية الخطوات بالتنفيذ الكامل للصفقة”.


والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية أنّهم توصّلوا خلال مفاوضات في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيرا. وقد أعطت التطورات الأخيرة للشارع العام اليمني أملا في تقدم خطوات إنهاء الحرب.

وقال علي حسين (23 عاما) أحد سكان صنعاء لوكالة فرانس برس “زيارة وفد سعودي لصنعاء تبشر بخير. نريد أن تنتهي الحرب، لقد تعبنا”. وأكد محمد دهمش (35 عاما) “نأمل من زيارة الوفد السعودي والعماني إلى صنعاء توقيع اتفاق ينهي الحرب تماما وليس توقيع هدنة”.

وبالنسبة لمنصور (46 عاما)، وهو مدّرس في مدرسة حكومية في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين غرب البلاد، فإن انتهاء الحرب مرتبط بعودة مرتبه الذي لم يتسلمه منذ سبع سنوات.

وقال منصور الذي تحفظ على الكشف عن اسمه الكامل خوفا من الملاحقة “الحرب ليست الصواريخ والقذائف فقط، بل وضعنا الاقتصادي المتدهور”.

أما إيمان محمد (31 عاما) فأوضحت أن تنقّلها من مدينة الحديدة إلى مدينة تعز لزيارة أهلها يستغرق منها حوالي 12 ساعة، بعدما كان خمس ساعات قبل الحرب. وقالت “أتمنى أن يأتي العيد وقد انفرجت الأحوال وعادت إلى وضعها الطبيعي”.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى