روسيا وأوكرانيا: ما هو حلف الناتو ولماذا تنضم إليه فنلندا؟
انضمت فنلندا رسميا إلى حلف الناتو لتنهي سبعة عقود من عدم الانحياز .
وتشترك فنلندا في حدود طويلة مع روسيا. وكانت قد تقدمت بطلب للانضمام إلى الحلف الدفاعي بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا.
ما هو الناتو؟
شكلت 12 دولة، بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا، حلف الناتو (حلف شمال الأطلسي)، عام 1949.
والآن تصبح فنلندا الدولة رقم 31 التي تنضم للحلف.
ويتفق أعضاء الناتو على مساعدة بعضهم البعض إذا تعرضوا لأي هجوم.
وكان الهدف الأصلي للمنظمة هو تحدي التوسع السوفيتي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
و بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، مُنحت العديد من دول أوروبا الشرقية التي كانت حليفة له في حلف وارسو عضوية الناتو.
وكثيرا ما جادلت روسيا (التي كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفيتي) بأن قبول الناتو لدول أوروبا الشرقية يهدد أمنها. وقد عارضت بشدة طلب أوكرانيا الانضمام إلى التحالف، خشية أن يقترب الحلف كثيرا من أراضيها.
لماذا تنضم فنلندا إلى الناتو؟
تمتلك فنلندا حدودًا برية تبلغ 1340 كيلومترًا (832 ميلًا) مع روسيا.
وكانت قد وافقت في عام 1948 على أن تكون دولة محايدة كجزء من “اتفاقية صداقة” مع الاتحاد السوفيتي.
وعندما انهار الاتحاد السوفيتي، اقتربت أكثر من الناتو ، وأصبحت “شريكًا رسميًا” للكتلة في عام 1994.
و بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا ، طلبت كل من فنلندا والسويد منحهما حق الدخول الكامل إلى الناتو في أقرب وقت ممكن.
و تضيف فنلندا 257,250 جنديًا نظاميًا واحتياطيًا إلى قوات الناتو و107 طائرات مقاتلة.
ما هي العقبات التي واجهتها فنلندا للانضمام إلى الناتو؟
يتعين على جميع برلمانات الدول الأعضاء في الناتو الموافقة على انضمام دولة جديدة إلى الحلف.
وتقدمت فنلندا والسويد بطلب للانضمام إلى الناتو معًا، لكن تركيا والمجر لم توافقا بعد على انضمام السويد.
وكانت تركيا والمجر آخر دولتين من الدول الأعضاء وافقتا على عضوية فنلندا أيضًا، حيث وافقت تركيا في 30 مارس/آذار، والمجر في 27 مارس/آذار.
وكانت الحكومة التركية قد أخرت السماح لفنلندا بالانضمام، واشتكت من أنها تدعم “الإرهابيين الأكراد”.
ولا تزال تمنع عضوية السويد، وتتهمها أيضًا بإيواء أعداء تركيا والسماح بتظاهرات مناهضة لتركيا في شوارعها.
كيف تدعم دول الناتو أوكرانيا؟
زود العديد من الدول الأعضاء في الحلف أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة، حيث تقول إنها تريد مساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا .
وترسل الولايات المتحدة 31 دبابة من طراز أبرامز، والمملكة المتحدة 14 دبابة تشالنجر 2، وألمانيا 14 دبابة ليوبارد 2، والنرويج ثماني دبابات ليوبارد 2.
كما أرسلت الولايات المتحدة عربات قتال مدرعة مثل سترايكر وبرادلي.
بالإضافة إلى ذلك، أرسلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى مثل هيمارس، والتي كانت تضرب أهدافًا خلف الخطوط الأمامية لروسيا.
وقدمت العديد من دول الناتو مدافع هاوتزر ومدافع ذاتية الدفع، في حين باعت تركيا لأوكرانيا عدة طائرات بدون طيار من طراز “بايراكتار تي بي 2”.
وقدمت الولايات المتحدة وغيرها أنظمة دفاع جوي لإسقاط صواريخ كروز وطائرات مسيرة روسية فوق أوكرانيا.
وكانت الأسلحة المضادة للدبابات التي قدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مثل “جافيلين” وإن لو”، حاسمة في صد تقدم روسيا على العاصمة الأوكرانية، كييف، في ربيع عام 2022.
وتهدف دول الناتو أيضًا إلى زيادة إمداداتها من قذائف المدفعية والذخيرة إلى أوكرانيا.
لماذا لا تقدم دول الناتو المزيد من المساعدات لأوكرانيا؟
ترسل بولندا وسلوفاكيا مقاتلات من طراز “ميج” من الحقبة السوفيتية إلى أوكرانيا، لكن دول الناتو لا ترسل طائرات “إف-16” أمريكية الصنع التي تطلبها أوكرانيا، حيث تخشى دول الناتو أنه إذا استخدمت أوكرانيا هذه الطائرات لضرب أهداف داخل روسيا، فقد يؤدي ذلك إلى جرها إلى الحرب.
ولا ترسل دول الناتو قواتها إلى أوكرانيا، أو تفرض منطقة حظر طيران فوق البلاد، مرة أخرى خوفًا من إثارة صراع مباشر مع روسيا.
ومع ذلك، نشرت دول الناتو الآن 40 ألف جندي في أوروبا الشرقية، على أراضي دول أعضاء في الحلف مثل ليتوانيا وبولندا.
كما أن لديها 300 ألف جندي آخر في حالة تأهب قصوى في أوروبا.
أخبر الناتو أوكرانيا في عام 2008 أنها يمكن أن تنضم إلى الحلف في وقت ما في المستقبل، لكنه رفض طلبها الأخير للحصول على عضوية عبر “المسار السريع”، وذلك لأن المادة الخامسة من ميثاق الناتو تنص على أنه إذا تعرض عضو واحد للهجوم، فيجب على جميع الأعضاء الدفاع عنه.
وإذا أصبحت أوكرانيا عضوًا، فسيتعين على دول الناتو من الناحية الفنية الدخول في حرب مع روسيا.بي بي سي