كتاب عدن

أبين واسطة العقد




د. عبدالله عوبل

أبين التي تسمت بإسم منطقة الفضلي وضمت الفضلي والعوذلي ويافع بني قاصد ( يافع السفلى) والعوالق السفلى ودثينة. وكان هذا التنوع المدني والقبلي والمناخي يمثل أغناء للحالة الثقافية والاجتماعية، ومنذ بعد الاستقلال أحتلت أبين موقعا رياديا في نشر التعليم في المحافظات الريفية، كما ازدهرت فيها الحياة الفنية، حيث انتشرت الفرق الموسيقية امتدادا للفرقة الموسيقية الفضلية في نهاية الخمسينيات، كما ازدهرت الاندية الرياضية. مثلما ازدهرت زراعة القطن طويل التيلة الذي اشتهرت بها لوحدها دلتا أبين. وفي الثمانينيات أصبحت ابين متنفسا لعدن. حيث تم انشاء ساحة الشهداء في أبين بمبادرة وجهد لاينكر من المحافظ المناضل محمد علي أحمد ومعه مواطني المحافظة الذين أسهموا بجهد كبير وواع في تنفيذ بناء مرافق الساحة واقيمت المعارض الزراعية والمسابقات والمطاعم اللبنانية والالعاب،، والمسابح، كان ذلك آخر عهد لأبين من العناية والاهتمام بالتنمية سواءا محليا او من قبل الدولة. بعد الوحدة نهبت كل المعدات الثمينة وتم تخريب الساحة واهمالها حتى أضحت خرابا واطلال.
ولم يكن عصر الوحدة اليمنية سوى مزيد من الاهمال للمحافظة ككل ،، واعادتها الى ماقبل الاستقلال ،، بل ان فترة الستينيات كانت متوسطة ابين في زنجبار قد شهدت العاب القوى واخراج مسرحيات شكسبير على مسرح المدرسة المتوسطة.
أما بعد حرب ٢٠١٥ فقد تدهورت ابين وزادت حالات الفقر وتحولت مدنها الى اشباح بما فيها العاصمة زنجبار
ابين ذنبها انها واسطة العقد. فعند نشوء الحراك في ٢٠٠٧ بدأ تنظيم للقاعدة يغزو المدينة زنجبار ومنذ ٢٠٠٨ ومابعدها بدأ التنظيم ينفذ إغتيالات ضد ضباط الأمن في المدينة زنجبار. ربما ساد الاعتقاد ان أبين وهي تقع في منتصف المحافظات الجنوبية يمكن لتنظيم القاعدة أن يمنع إنفصال الجنوب في ظل تصاعد المعارضة اليمنية ضد النظام ابتداءا من ٢٠٠٦ الانتخابات الرئاسية وتقديم المعارضة لمرشح ذو ثقل شعبي كبير. هز اركان نظام الحكم حينها. لكن التنظيم سيطر على عاصمة المحافظة مرتين ٢٠١١ و ٢٠١٣ وتم طرده في المرتين لكن بعد تشريد المواطنين
وتهجيرهم الى عدن وحضرموت ومحافظات أخرى. وقد خرجت تقريبا كل الكفاءات المهمة مثل اساتذة كلية التربية زنجبار تحول معظمهم الى كليات جامعة عدن وحول مقار عملهم كثيرون. لقد خلت أبين من كوادرها الرئيسية لسبب استمرار القاعدة بالتنقل من مديرية الى اخرى. لكن الأهم ان أبين منذ ٢٠١٩ شهدت حروب أهلية بين الشرعية والانتقالي. ومنذ ذلك حين تحولت أبين الى محور عسكري يكاد يكون هو المتحكم الوحيد في افقارها وتخلفها ،، فالقاطرة المحملة ابتداءا من العلم حتى النقبة بداية شبوه تدفع مليون ريال جباية للنقاط العسكرية المتنوعة نقاط للحزام ونقاط للشرطة ونقاط الدعم والاسناد ونقاط الشرعية واللجنة الاقتصادية (لا ادري اي لجنة اقتصادية )لكن المحافظ يصرح انه لم يدخل المحافظة ريال واحد من كل هذه الجبايات. مصانع الاسمنت في باتيس اثنين واحد سمعت انه توقف بسبب كثرة الجبايات على القاطرات والاخر يئن من كثرة الجبايات.
لكن المدينة زنجبار وحدها عادت زمنا الى الوراء ،، موتورات مثل الذباب لا يمكن ان تمر من كثرتها ،، والمدينة غير نظيفة. المهم اي قرية تعتبر احسن من زنجبار بوضعها المخيف
هل يمكن أن تعود ابين ام ان لعنة توسطها محافظات الجنوب لازالت تطاردها

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى