لبنان يغلق قنوات تلفزيونية معادية للسعودية
بيروت-عدن اوبزيرفر:
بدأت ملامح الاتفاق بين السعودية وإيران، الذي تم التوصل إليه برعاية الصين الشهر الماضي، تظهر في لبنان مع بدء إغلاق عدد من المحطات التلفزيونية التي كانت مخصصة لاستهداف دول الخليج.
وأفادت معلومات بأنه تم إغلاق قناة «المسيرة» التابعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية، التي كانت تبث من الضاحية الجنوبية لبيروت معقل «حزب الله» اللبناني، على أن تستكمل الحملة بإقفال قناة «الساحات» اليمنية، وقناة «النبأ» التي تتابع الشأن السعودي، وقناة اللؤلؤة الموالية للمعارضة البحرينية. القنوات التي تم تسكيرها
يأتي ذلك، في وقت يترقب لبنان محطتين خليجيتين، الأولى قطرية من خلال زيارة إلى بيروت لوزير الدولة للشؤون الخارجية محمد بن عبدالعزيز الخليفي، الذي كان مثل بلاده في الاجتماع الخماسي حول لبنان بباريس في 6 فبراير الفائت.
أما المحطة الثانية، فهي سعودية ـ إيرانية تتمثل باللقاء المرتقب بين وزيرَي خارجية السعودية فيصل بن فرحان، وإيران حسين أمير عبداللهيان.
ويجري الوزيران اتصالاً هاتفياً لوضع اللمسات الأخيرة على موعد ومكان الاجتماع بينهما، حسبما أعلن عبدالليهان، في وقت علمت «الجريدة» أن طهران اقترحت أن يجري اللقاء في بغداد التي رعت الحوار بين البلدين مدة سنتين.
ويزور الخليفي لبنان على رأس وفد للبحث مع أغلبية المسؤولين اللبنانيين فيما يمكن للدوحة أن تحققه من خروقات في جدار الأزمة، لا سيما في ظل الانسداد الذي تواجهه المبادرة الفرنسية، خصوصاً أن هناك العديد من اللبنانيين الذين يعترضون على المسار الفرنسي.
ومن هنا يبرز تعويل لبناني على المساعي القطرية خصوصاً أن الدوحة قادرة على التواصل مع معظم القوى في الداخل والخارج، كما أن لديها تجارب واضحة في لبنان سابقاً أبرزها اتفاق الدوحة في عام 2008.
وتأتي الزيارة القطرية في ظل تنسيق مع السعودية ومصر، إضافة إلى الولايات المتحدة، وحسب مصادر متابعة، فإن هذه الدول الثلاث تبدو متعارضة مع المسار الذي تطرحه باريس لإنجاز التسوية في لبنان، باعتبار أن ما تطرحه فرنسا هو مبادرة سطحية أو عابرة تعيد تكرار تجارب سابقة، وهذا لم يعد ممكناً في لبنان في ظل هذه الظروف القائمة.
وتلقت فرنسا، خلال اللقاءات التي عقدها سليمان فرنجية في باريس كمرشح رئاسي، ضمانات، يفترض بالفرنسيين نقلها إلى السعودية للتعليق عليها، في وقت يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثارة الملف اللبناني خلال زيارته هذا الأسبوع إلى الصين، في محاولة منه لإدخال بكين على خط توفير الضمانات التي تريدها السعودية في لبنان من إيران.
في الوقت نفسه، تشير مصادر متابعة إلى أن اللقاء بين بن فرحان وعبداللهيان قد يأتي على تناول الملف اللبناني، انطلاقاً من الاتفاق الإيراني ــ السعودي الذي حصل برعاية الصين وكانت مرتكزاته واضحة حول التعاون بين الجانبين على حل أزمات المنطقة. وأي تقارب سعودي ــ إيراني أو قواسم مشتركة يتم التوصل إليها يفترض أن يؤسس لتسوية يبنى عليها فيما قد يؤدي ذلك إلى استبعاد الطرح الفرنسي.
ومما لا شك فيه أن اللقاء سيرخي بأجواء مريحة على الساحة اللبنانية، وجزء من هذه الأجواء يمكن قراءته من خلال الضمانات التي قدمها فرنجية خلال زيارته إلى باريس، ولا سيما تلك التي يقال إنها تتضمن استعداداً للبحث في استراتيجية دفاعية تبحث سلاح «حزب الله».الجريدة