عودة 200 مسافر يمني من مطار القاهرة والحكومة نائمة..؟!
كتب:ياسين الرضوان
تواصل بي عدد من المسافرين واصواتهم مرهقة، بعد ساعات انتظار طويلة في عدن وبعدها مطار القاهرة، السلطات المصرية تنفذ قراراتها، ونحن نظن أنهم يمزحون، إنه النظام الذي تفتقر إليه، حدثني العديد منهم أن رحلتهم ستعود وسيعودون على متن رحلة اليمنية من مطار القاهرة الدولي، الذين كانوا في الانتظار منذ الساعة التاسعة مساءاً، وسط صمت حكومي ودبلوماسي مطبق ومخجل، إزاء ما يحدث، بعد أن كانت مصر آخر متنفس لمئات الآلاف من اليمنيين.
من أين يأتي اليمنيون لها أو من أين ؟! في ظل سلطات الضعف والهوان، هكذا تتوالى المصائب تباعا دون توقف، في كل مفصل من مفاصل حياتهم مأساة ومعاناة، حتى وهم يدفعون أثمان مضاعفة لها، إلا أنها تردهم خائبين خاسرين، هكذا نطرد من كل البلدان وكأننا مجرد جرذان، هذا هو جزاء من يسعى إلى تمجيد الآخرين على حساب تدمير بلده تحت أي حجج مهما كانت، لا أحد سيحمل تبعات ذلك سوى اليمنيين وحدهم، باستثناء جوقة من اللصوص والمنتفعين قاتلهم الله..
نحو 200 مسافر عادوا أدراجهم بعد أن انقطعت بهم السبل فأصبحوا عالقين في مطار القاهرة، غارقين بموجات البرد والجوع والمعاناة الكبيرة، التي لم يعد لها مكان للاحتمال، هذا هو مصير من يدمر بلاده لمصالح بلدان أخرى، نحن والسوريون أصبحنا مطاردون في كل عمل وعلى كل مطار، والمساكين منا من يتحملون كل هذا البؤس، وكأن بؤس ما يمر به بلدنا لا يكفي، آن الأوان لأن نوقف الحرب، وأن نصرخ في وجه جميع الانتهازيين من اراذل قومنا، آن الأوان لأن نكون أنانيين جداً في تحقيق مصالح بلدنا وحده، ووحده فقط دون الاهتمام بأي اعتبارات أخرى، من حق الجميع أن يحمي بلده وأن يحافظ على سفينته من الغرق، في ظل الأزمات العالمية، ومن حقنا أن نغلب مصالحنا فوق كل المصالح الإقليمية والدولية، آن لنا أن نصرخ فوق كل الأطياف السياسية الملعونة بدون استثناء..
عاد حتى بعض المرضى ومرافقيهم، بسبب عدم وجود تقارير جديدة من المستشفيات المصرية، وبعد تطبيق القانون الأخير الذي اتخذته الحكومة المصرية، ثم نستغرب أين كانت السلطات اليمنية والخطوط الجوية اليمنية ليجعلوا المواطنين في بئر المعاناة هذه، ألا يعرفون ما يدور حولهم، ألا يعرفون سريان القرار، ألا يوجد من ينسق للعمل بشكل جدي في هذه البلاد قبل أن يحصل الفأس في الرأس، قاتل الله العشوائية لقد وصلت على كل شيء..
بالله عليكم، من سيدفع لهؤلاء ثمن معاناتهم وإهانتهم، ومبالغ تذاكرهم، وربما لا نعرف مشاكل كثيرا منهم فمن يسافر إلا ذو حاجة ماسة وملكة جدا، وللأسف البعض منا بممارساتهم الحقيرة أوصلنا لهكذا وضع، ولم نكن كما يقول المثل:” يا غريب كون أديب”، إنا لله و إنا إليه راجعون ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، مات الشعب والحكومة والخارجية في جهلهم يعمهون..