عمرو يوسف :تحمّست لـ«الكتيبة 101» لأنه عن شخصيات حقيقية
بعد غياب 3 أعوام عن الدراما التليفزيونية، يعود النجم عمرو يوسف بمسلسل «الكتيبة 101»، وشخصية الرائد نور صلاح العزب التي تطلبت منه مجهودا بدنيا وتدريبات شاقة لتقديمها، وهو ما كشف عنه «يوسف»، خلال حواره مع «المصرى اليوم»، وأكد أن أهمية مسلسل «الكتيبة 101» ترجع إلى أنه عمل وطنى ضخم، لا يعتمد فقط على سرد بعض الأحداث الحقيقية، لكنه يضم نماذج حياتية وعلاقات إنسانية قوية داخل الحبكة الدرامية.
وتابع عمرو يوسف أن كل الشخصيات في المسلسل من لحم ودم، وهو ما حمّسه للمشاركة فيه، خاصة أنه اختلف عن الأعمال التي تناولت بطولات وطنية من قبل، حتى لا يقع صناع المسلسل في فخ التقليد.. وإلى نص الحوار:
الفنان عمرو يوسف
■ ما سبب حماسك للمشاركة في مسلسل «الكتيبة 101» وتقديم عمل وطنى ضخم؟
– «الكتيبة 101» عمل مختلف، على مستوى الطرح والكتابة، وهو بعيد تمامًا عن «الاختيار» بأجزائه، وعن كل الأعمال الوطنية التي قدمتها الدراما التليفزيونية على مدار السنوات الأخيرة، المسلسل لا يعتمد فقط على سرد لبعض الأحداث الحقيقية، لكنه يضم نماذج حياتية وعلاقات إنسانية قوية داخل الحبكة الدرامية، كل الشخصيات في «الكتيبة 101» من لحم ودم، وهو أهم دافع وراء حماسى للعمل والمشاركة في بطولته.
■ كيف ترى مشاركتك في العمل، وما هي الأمور التي حرصت على تواجدها؟
– المشاركة في «الكتيبة 101» مسؤولية كبيرة، والأحداث تجسد بطولات الجيش المصرى، الصعوبة كانت في البحث عن الاختلاف والتميز، بعيدًا عن كل الشخصيات والأعمال الوطنية الأخيرة، حتى لا نقع في فخ التقليد، بحثت عن الجديد حتى على مستوى البوسترات والدعاية والملابس والمعدات الحربية المستخدمة، كلها جديدة لم يشاهدها الجمهور من قبل، وهو أيضًا من العوامل التي جذبتنى لفكرة العمل، و«الكتيبة 101» يمثل عودتى للدراما التلفزيونية بعد 3 سنوات من الغياب عن الموسم الرمضانى، وكنت أبحث عن عودة قوية ومهمة، والحمدلله تحقق ذلك في 2023.
■ «الكتيبة 101» أين كانت صعوبته بالنسبة لك؟
مسلسل الكتيبة 101
– الصعوبات متعددة دون شك، والأكشن كان التحدى الأصعب في هذا المشروع مقارنة بكل أعمالى السابقة، لأن الأحداث تضم مشاهد حركة كثيرة وصعبة في الوقت نفسه، تنفيذه كان يتطلب أن تكون باحترافية شديدة، وبالفعل المخرج محمد سلامة قدمه بصورة حقيقية جدًا، وهو مخرج مهم، وفخور بالتعاون معه، واحتاج ذلك لأن أتدرب على حمل السلاح واستعمال كافة أنواع الأسلحة، وفكرة حمل معدات تتجاوز الـ 25 كيلو، أمر مرهق وصعب، معدات حقيقية، ولفترة طويلة تدربت على تحمل هذا الوزن مع الحركة وتنفيذ مشاهد الأكشن.
■ تجسيدك لشخصية حقيقية بالتأكيد يكون مختلفًا، من أين حصلت على مصادر معلوماتك حول شخصية الرائد نور صلاح العزب؟
– السر بالنسبة لى في «الكتيبة 101» يكمن في شخصية الإنسان نور صلاح العزب، وكيف أنه يمتلك أكثر من شخصية، مثلًا في تعامله مع حبيبته ضمن الأحداث مع -ميرنا نور الدين- نراه بوجه مختلف عن شخصيته وسط عائلته ومع والدته، وبأى قدر هو يتمتع بالحنان والعطف تجاهها، ويمتلك وجهًا آخر حينما يتحول لوحش كاسر في خضم المعركة.. هناك لفتات إنسانية متعددة في حياة الرائد نور، تتكشف في علاقاته مع زملائه وكل من حوله، تحويل الشخصية من مجرد كتابة إلى لحم ودم كان همى الأكبر أكثر حتى من اهتمامى بتنفيذ الأكشن، وأعتبر شخصية نور صلاح العزب هو نتاج أو مزج لأكثر من شخصية تعايشت معها، وحصلت من كل شخصية على منحى معين، جمعتها في الكاركتر بالنهاية، وصراحة السيناريو لإياد صالح مكتوب باحترافية وبناء درامى تتخلله مشاهد إنسانية قوية جدًا، ساعدنى في الوصول إلى الشخصية وتطويرها، منحنى «القماشة» القومية التي اشتغلت عليها، والتقيت شخصيات حقيقية من «الكتيبة 101» وحصلت من كل واحد منهم على صفة أضفتها لشخصية نور بما يتناسب مع ما كتبه إياد صالح؛ ونور صلاح العزب ليست شخصية حقيقية بالكامل.
■ حدثنا عن الرائد نور صلاح العزب، وما اختلاف ضابط العمليات عن أي ضابط آخر؟
مسلسل الكتيبة 101
– نور ضابط العمليات الخاصة، يعمل بطريقة هي الأحدث والأصعب وسط قوات الجيش، تدريبه على أعلى مستوى، يستطيع قيادة كافة المركبات، سيارة كانت أو طائرة أو غواصة، دراجة بخارية، ينفذ عمليات تحت الأرض وفى السماء وفى البحر، يعتبر أعلى مكان في الجيش، صعوبة تنفيذ عملياتهم أن بعضها يحتاج للهدوء التام وقت تنفيذها، أو أن يقوموا بالإمساك بشخص بعينه دون المساس به باعتباره معلومة أو مصدرًا مهمًا للمعلومة، يعتمد في حركته على الفكر والتخطيط والتكنيك أكثر من استخدامه للقوة والسلاح.
■ بدنيًا العمل يتطلب مجهودًا ضخمًا، وأنت ظهرت بفورمة وجسد قوى الفترة الماضية، هل كان ذلك مقصودًا؟
– نصور أكثر من 13 ساعة يوميًا، نحمل معدات تتجاوز الـ 25 كيلو، وهو أمر في غاية الصعوبة، أحتاج إلى قوة بدنية، وقبل التصوير بشهرين كنت أتمرن مرتين يوميًا، وأن يكون دائمًا فوق كتفيّ أحمال، حتى أستطيع تحمل هذا المجهود، ومع بدء التصوير كنت حريصًا على استمرار التمرينات مرتين أسبوعيًا، ونور العزب يطلق عليه -الدبابة- وكان مطلوبًا أن شكله الخارجى يكون ضخمًا، وأن يكون بهذا الحجم، وبالفعل قمت بزيادة وزنى بشكل ملحوظ مع تحويل هذا الوزن لعضلات.
■ كلمنى عن أكثر حدث تفاجأت به في أحداث المسلسل؟
– أنا شخص أحب التحدى، البحث عن الاختلاف، وأن أغير من نفسى وطبيعة الأدوار التي أجسدها، أكثر شىء كان مشاهد الأكشن، المسلسل أحداثه حقيقية وقعت في الفترة من 2014 حتى 2017، الصراعات النفسية التي عاشها هؤلاء الأبطال كانت صعبة جدًا، أن يُستشهد زملاؤه إلى جواره الواحد تلو الآخر أمر في منتهى القسوة، وكيف أنه يتمتع بإيمان وعقيدة قوية جدًا، لأنه مؤمن بأن دوره الحفاظ على حياة أرواح أناس آخرين وبلد وأرض ووطن هو أغلى وأثمن شىء في الوجود، لأنه لا يمتهن وظيفة عادية، وظيفته تحتاج لعقيدة، وهو ما يتمتع به نور.
■ ما الحدث الذي استوقفك وقت التصوير؟
– حياة الإرهابيين في الأنفاق الموجودة في سيناء، وكيفية الوصول إليها، والصعوبة التي كان يواجهها الضباط للهجوم عليهم وتصفيتهم، وكيف كانوا يقومون بزرع ألغام وعبوات حتى يصعب الوصول لهم، وسنشاهد قصصًا حقيقية للهجوم على أكمنة شمال سيناء، ونرصد لحادث شهير في «الكتيبة 101»، وقتما قام 2000 شخص بالهجوم على عدة أكمنة في التوقيت نفسه واستُشهد فيها الكثير من الجنود والضباط، وتُعرض لأول مرة.
■ حدثنا عن رسالة «الكتيبة 101»؟
– أحداث المسلسل في إطار درامى، يرصد لفترة زمنية والحكم للمشاهد في النهاية على الأحداث، هؤلاء الجنود والضباط قدموا تضحيات ومجهودًا ضخمًا جدًا يستحقون أن يتعرف عليهم الناس، ويتم رصد الأحداث في إطارها الحقيقى، وكيف أنهم ضحوا بحياتهم بحب وهو شىء عظيم دون شك.
■ هل احتاج عمرو يوسف إلى «دوبلير» أثناء تجسيد أحد المشاهد، وهل تعرضت لأى إصابات؟
– لم أستعِن بـ«دوبلير» في أي مشهد من مشاهد العمل، أيًا كانت درجة الخطورة، وتعرضت لإصابات، لكنها كانت سطحية لم تعُق استمرار التصوير الحمدلله، بسبب الانفجارات التي يتم تنفيذها، إضافة لأن الأسلحة التي نستخدمها حقيقية ووزنها ثقيل ويعوق الحركة في بعض الأوقات، وصوّرنا في أماكن حقيقية داخل الصحراء، وكنا نشعر وكأننا في معركة حقيقية، لكن الرصاص لم يكن حقيقيًا.
■ محمد سلامة مخرج مميز، كيف كانت التجربة معه، وما الذي أضافه إلى عمرو يوسف الممثل؟
– المخرج محمد سلامة ومدير التصوير د. محمد مختار قدما صورة رائعة، وكلاهما يعتبر من أهم عوامل نجاح «الكتيبة 101»، وسلامة صديق عزيز وكنا نبحث عن تجربة تجمعنا معًا، حتى التقينا في رمضان 2023، وأتمنى أن تتكرر التجربة في أعمال مقبلة.
■ ما وجه الشبه بين عمرو يوسف ونور صلاح العزب؟
– هناك تقاطع ونقاط مشتركة بين شخصيتى و«نور»، وسط العائلة شخص بسيط ولذيذ، يحتوى ويحب كل من حوله، لكنه بمجرد مشاركته في معركة أو عملية يتحول لقائد وأسد شرس، صاحب مسؤولية، صاحب وجهين، شغله لا يتحمل الخطأ، ويعنى إما فقدان روحه أو روح زميله، وأنا كذلك في تعاملى مع عملى وعائلتى.
■ من وجهة نظرك، نجاح مثل تلك الأعمال سلاح ذو حدين، ما هي تميمة نجاح مسلسل «الكتيبة 101»؟
– بذلنا مجهودا ضخما، وسط ظروف تصوير صعبة لكل فريق العمل أمام وخلف الكاميرا، ونترك النتيجة للجمهور، ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يلقى إعجابهم، لأنه في الحقيقة عمل مختلف، ومحمد سلامة حرص على الأفضل في تصويره لكل مشهد، والسيناريو لإياد صالح مميز، والكيمياء وكواليس التصوير بينى وبين آسر ياسين الذي أحب جدًا التعاون معه وتجمعنا صداقة، وهو نجم كبير وكنت أتمنى التعاون معه منذ فترة، حتى تحقق الأمر في «الكتيبة 101»، فنان محترف وإنسان جميل، مرتاحين مع بعض في الشغل وبيننا مساحة نضيف لبعضنا البعض وأن يخرج المسلسل بأفضل صورة.
■ ماذا عن أصعب مشهد صورته في المسلسل؟
– مشاهد الانفجارات، لأنها حقيقية وليس جرافيك، كونها تكون قريبة منا جدًا، ومشهد تفجير الإرهابيين لمخازن السلاح وتحطيم أجزاء من منازل ضاحية السلام بالعريش كان صعبًا جدًا.
■ حدثنى عن اللوك الخاص بكاركتر نور صلاح العزب؟
– ساعدنى محمد سلامة كثيرًا، وهو من طلب منى أن يكون البنيان الجسدى قويًا وضخمًا، وقدمناه ببساطة مع شارب وشعر قصير.
■ المسلسل هو الوحيد في رمضان الذي يتكون من 20 حلقة.. كيف ترى ذلك؟
– أرفض التطويل بأى شكل من الأشكال، حكاية المسلسل حكاها إياد صالح في 20 حلقة، رفض المط والتطويل، وهو شىء يُحترم بأحداث متلاحقة تحترم عقل المشاهد.
■ كيف ترى تأثير المنصات الرقمية على الدراما والصناعة بشكل عام؟
– المنصات الرقمية تتيح للمشاهد تحديد موعد المشاهدة المناسب لكل شخص، وتمنحه حرية اختيار العمل الذي يحقق له عنصر الترفيه بالنوع الدرامى الذي يفضله، وتعرض أعمالًا حصرية لجمهورها، وهو دليل قاطع على نجاحها وتأثيرها.«المصري اليوم»