ما أقرب المسافة إليك
ما أقرب المسافة إليك حانت من القلب التفاتة خاطفة ، العين على البصيرة يفترّ ثغرها عن ابتسامات زاهدة وهاتف في الصميم يهمس : الطريق شائك عسير ، ثواني تحبس أنفاس الجوارح امتعاض يلسع الخلجات لواعج منتفضة هسيس يكسر زهو الدهشة ، فوثبةٌ من فكر نيّر ينافي الظّن المزعوم يسترشد متعقّلًا : لا ظلمة والنور عجلات الخطى في دقائق المسير ، لا تردّد والطريق قصير.خطّان متوازيان واحدهما يتكشّف عن ظلام كثيف يغشي البصائر جمع غفير تحجبه عتمة دامسة ، حشرجات دبيب صارخ أنّات مطموسة ريح تعوي جلاجل تهمهم وتزمجر طوابير خطايا تستعر حريق هائل بلتهم بنهم أذيال الفجور وأرتال السوابق من الآثام على صداها ترتجّ الظلمة بعين اليقين وعن فوح ريحان عابق لأنسام ساكنة تنعش الألباب تشرح الصدور تحلّق بالروح إلى عالم الفردوس المستنير تُنهض النفس التوّاقة تعبّد طريق الرحيل بأثر جميل يزف الطريق الخلف بالزغاريد سكينة وادعة يتقفّى نورها عابر على الصراط المستقيم اقتنص فرصة العمر يسلم لله وجهه تثني على مداركه قبسات نورانية يتأبط حقيبة سفر مثخنة بالرحيق نفس مطمئنة وأقدام اختارت الطريق .
جميلة مزرعاني ريحانة جنوب لبنان