فضائل الرسول محمد
فضل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم،
فضل على جميع الخلائق، ومنها فضله على الأنبياء وعلى الملائكة وعلى أمته وغير ذلك مما خلق الله تبارك وتعالى.
قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)،[٥] أي شهيداً على أمته بأن بلَّغهم الرسالة بنفسه، وهو البشير والنذير، يبشر أهل الطاعة، وينذر أهل المعصية، ومن فضله أن التوراة والأنجيل جاء فيها ما يُبشِّر الناس بقدومه، كما جاء فيها ما يدلُّ على نبوته.
فيقول سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]”.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»،
فضل رسول الله على جميع الخلائق
من فضائله ما تتميز به أمته عن جميع الأمم؛ حيث سميت بأهل القبلة، وأنها أمة وسطاً يقول تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
والشفاعة أنواع منها: شفاعة البدء بالحساب، ولجماعة بأن يخفف الله عنهم موقف الحساب، وفصل القضاء، وإدخال فئة من الناس إلى الجنّة بغير حساب
والشفاعة لقوم في الخروج من النار، وبالشفاعة لقوم برفع درجاتهم في الجنّة. النبيّ أول من يمشي على الصراط،
وهو صاحب النور يوم القيامة، وأول من يقرع باب الجنّة ويُفتح له بابها، وهو أول من يدخلها، ويدخلها قومه بعده. النبيّ له نهر في الجنّة اسمه الكوثر، وله حوض يشرب منه الناس وهو كثير المورد
يقول تعالى:(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)،
أنه صلى الله عليه وسلم صاحب الحوض والشفاعة يوم القيامة: لقوله صلى الله عليه وسلم: «أنا فرطكم على الحوض أنتظركم، ليُرفع لي رجال منكم، حتى اذا عرفتهم، اختلجوا دوني، فأقول: رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (رواه البخاري
الرسول فضل على الأنبياء بأمور أخبر عنها صلى الله عليه وسلم حيث يقول:.
: “أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة”.
فضل رسول الله على جميع الخلائق
من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا» متفق عليه.
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ (الأنبياء: 107).
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ (الأحزاب: 45 – 46).
قال الله تعالى : {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الطلاق:10-11]
جعل الله النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الشفاعة العظمى
وهي أعلى درجة يوم القيامة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وهي له صلى الله عليه وسلم، ويروي عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «… سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» (رواه مسلم).
هانم داود