الدولار والسعودي
الكاتب: كمال باوزير
من المستغرب والعجيب العجاب عندما يذهب المرء في اليمن لشراء ادوات كهربائية او ملابس او احذية او حتى الى بقالة لشراء (دجاجة) او حليب او اي شيء كان .. يجد البقال او البائع امامه ٱلة حاسبة ويحسب القيمة بالريال السعودي او الدولار ومن ثم يحولها الى ريال يمني وفق سوق الصرف وبزيادة هامش ربح لفارق العملة بحجة عدم استقرار سعر صرف الريال اليمني.
وهنا تحدث المجادلة بين البائع والمشتري وفي الاخير يخرج التاجر (البائع) هو الرابح .. والمواطن البسيط دائما هو الخاسر .. فمن ياترى المسؤول عن هذه المظلومية التي تطال شعبا بأكمله (تحديدا افراد الشعب البسطاء) هل سياسة الحكومة ام السياسة النقدية للبنك المركزي ام (……) لانعلم لمن نوجه اسئلتنا!!!
هل يعي القائمون على السياسة النقدية انه يمكن ان تصل المصارف بمعية البنك المركزي الى الافلاس والعجز التام في حالة توقف دعم التحالف للبنك المركزي بالوديعة تلو اخرى .. وتؤول بنا الامور الى المواجهة بين الشعب الذي يعاني من ويلات الغلاء الفاحش والحكومة .. في ظل عجز السلطة الشرعية والحكومة عن حماية المواطن ان لم تكن هي اساس المشكلة .. كما حدث في لبنان الشقيق من اقتحام للبنوك والتحفظ على رهائن عندما لايجد المواطن امواله المودعة ولايستطيع ان يسحب من ماله ليعيش او ليتعالج .. وتصل الامور الى تدخل صندوق النقد الدولي بسياسته الاقتصادية المفروضة او مصارف عالمية لتقوم بتوجيه تهمة الفساد والاثراء غير المشروع للقيادات والمسؤولين وابناء واقرباء المسؤولين مع انه لاتوجد هناك مقارنة بين الشعبين اللبناني واليمني … وحدود احترام وتجاوز القانون.
الا يتعظ اولياء الامر ان يتعرضوا لمايتعرض له حاكم مصرف لبنان من مساءلة قانونية رغم ماقدمه في بداية مشواره الاقتصادي اللبناني ومن خلال ترؤسه لمصرف لبنان منذ العام 1993 وماتلقاه من اوسمة كرجل الاقتصاد الساحر .. الا انه في الاخير وجهت اليه اتهامات كثيرة بالفساد وتهريب العملة و…. و….. و…..
فهل يتوقع كل من قام او ساهم او عمل على انهاك العملة اليمنية واضعافها لمكاسب شخصية انه سيكون في منأى عن المساءلة القانونية في يوم من الايام سواء هو او اقرباؤه المنعمون بخيرات البلاد .. فالشعب منهك القوى لا يستطيع مجاراة الغلاء وتدهور العملة .. او انه سيكون امام الله سبحانه تعالى ويسأل ماذا قدمت لشعبك .. لاهلك لرعيتك .. ماذا سيقول وخصمه امام الله (الشعب) …
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
والله من وراء القصد
كمال باوزير