السلطة الشرعية في اليمن تصعد مع انحسار فرص نجاح المفاوضات بين الحوثيين والسعودية
تقود جميع المؤشرات إلى سيناريو تفجر الأوضاع مجددا في اليمن، لاسيما مع انحسار فرص تحقيق اختراق على خط المفاوضات الجارية بين السعودية والحوثيين، ويرى مراقبون أن تصعيد السلطة الشرعية يشي بأن خيار استئناف الحرب بات أقرب من أي وقت مضى.
عدن اوبزيرفر- صعّدت السلطة الشرعية في اليمن من خطابها السياسي ملوحة باستعدادها لخيار المواجهة المسلحة مع الحوثيين، على وقع تسريبات تتحدث عن تعثر المفاوضات الجارية بين جماعة الحوثي والسعودية بوساطة عمانية.
وكشفت تصريحات أدلى بها نائبا رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وعثمان مجلي، اتخاذ قيادة الشرعية قرارا بوقف مسلسل التنازلات وإغلاق باب أمام الضغوط الدولية.
وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح الثلاثاء إن أي سلام لا يحقق ولا يلبي طموحات الشعب اليمني سيكون غير مقبول، مشيرا في لقاء مع قيادات القوات المشتركة إلى أن “معركة تحقيق السلام المنشود هي خيار وقدر الشعب اليمني لاستعادة دولته ودفن خرافة الولاية الحوثية”.
وأضاف العميد صالح “نحن أكثر من جرب الحوثي منذ الحروب الست، وكانت الدولة تصبر وتصبر وكان كل طرف ينتظر انهيار الدولة للسطو عليها، ويعمل على إضعاف مركز الدولة، ونسوا أن الحوثي يتربص بالوطن بدعم إيراني ضمن أجندة تصدير فكر الخميني”.
وأكد أن الجهود الأممية والدولية المبذولة تسير في طريق مسدود “من قبل ميليشيا إرهابية أنشأتها إيران ضمن أجندتها التوسعية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وليس في جعبتها شيء للسلام”.
ونوه بأن أي “معركة قادمة بعد الهُدن الهشة، ستكون أشرس من كل المعارك السابقة، ولا بد أن نكون على أهبة الاستعداد”.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي خلال استقباله السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، قوله “نرغب في السلام ونقبل به في حدود الثوابت الوطنية والقرارات المتعارف عليها والمرجعيات الرئيسية ذات الصلة، سلام يمنع مصادرة الحقوق والحريات، ويحفظ لشعبنا حقه في السلطة والمعارضة وحرية العقيدة والمذهب والتنقل ورفع القيود وفتح الطرقات”.
ووفقا لمراقبين، لم تغلق تصريحات قيادة الشرعية اليمنية الباب أمام خيارات السلام، لكنها أكدت وقف سياسة التنازلات والاستعداد للخيارات العسكرية في ذات الوقت.
وتعليقا على التصريحات الجديدة لقيادات الشرعية، قال الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر “إن مجلس القيادة الرئاسي وصل إلى قناعة نهائية بأن الحسم العسكري في اليمن هو الأسرع والأسهل لإنهاء الحرب، وإحلال السلام، بعد أن عجز المجتمع الدولي عن فرض سلام عادل وشامل وسط إصرار الحوثيين على أن يكون ذلك على مقاسهم”.
تصريحات قيادة الشرعية لم تغلق الباب أمام السلام، لكنها أكدت وقف سياسة التنازلات والاستعداد للخيارات العسكرية
ولفت الطاهر في تصريحات لـ”العرب” إلى أن “الحرب في اليمن لن تنتهي ولا يبدو أن السلام بات قريبا، وحشد الحوثي وإصراره على استسلام التحالف العربي، لا يشير إلى التوافق، ومع ما يشاع أن هناك حوارا سعوديا مع الحوثي، جعل كافة القوى اليمنية في حالة استنفار، لأن ذلك يعني أن الحوثي يحاور من أجل الحصول على ضمانات بعدم تدخل الطيران وأن يكون هناك غطاء جوي في حالة اندلاع جولة جديدة من القتال مع القوات اليمنية”.
وفي تحرك غير مسبوق، قام نائب رئيس مجلس القيادة اليمني طارق صالح بزيارة مفاجئة إلى مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين، وافتتح مشاريع ممولة من دولة الإمارات، في إشارة ضمنية إلى الحوثيين من على خطوط التماس معهم بأن خيارات الحسم العسكري مازالت قائمة وممكنة، إلى جانب رسائل سياسية أخرى تتعلق بتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة المشروع الحوثي.
واعتبر الباحث السياسي اليمني عبدالوهاب بحيبح أن تصريحات عضوي مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وعثمان مجلي حول الاستعداد لخيار الحسم العسكري، تأتي نتيجة طبيعية لإدراكهما العميق المبني على تجارب عديدة سابقة بأن جماعة الحوثي لا يمكن أن تجنح للسلام، وإنما تستخدمه كوسيلة من وسائل التكتيك المتبعة لديها للتقدم والسيطرة، وعبر تاريخ الجماعة لم تفِ الحركة بوثيقة سلام وقعتها قط، وإنما جعلت من السلام حصان طروادة لاختراق الخصم والإجهاز عليه، على حد تعبيره.
وقال بحيبح في تصريح لـ”العرب” إن السلام المنشود في ظل سيطرة جماعة الحوثي ومن خلفها إيران على صنعاء والشمال اليمني وتمددها بالقرب من البحر الأحمر وامتلاكها ترسانة من السلاح واستمرار تدفق السلاح الإيراني إليها، لن يقود إلى سلام حقيقي، بل هو وسيلة من وسائل الجماعة لتعبيد الطريق لمشروع إيران التوسعي في اليمن.العرب