موقف واحد.. تعددت أقلام صياغته
صالح علي الدويل باراس
لم يعتذر العليمي في بيانه الاخير عما جاء في مقابلته بل اعاد كتابتها بقلم آخر وصياغة أخرى للالتفاف على تصريحاته. ولتهدئة ردة الفعل التي اثارتها وتثيرها مقابلته للشرق الاوسط وقد حدد الانتقالي موقفه الرافض لمضامينها ببيان لغته السياسية هادئة غير تصادمية احتراما للتعهدات التي رعاها الاقليم والمؤكد انه اختار القنوات السياسية للتحالف لمناقشة خروجها عما اُتفِق عليه وعلى ما احدثته من تداعيات وقد يكون البيان الرئاسي جاء لمحاصرة تداعياتها لكنه بيان يؤكد لسان حاله: اقبلوا الاساءة لقضيتكم واصمتوا لا تسيئوا لنا فان الاساءة لنا هي اساءة للتحالف!!
اقبلوا ان نسيء لكم لكن لا تسيئوا لنا وربط البيان موقفه بان الاساءة له هي اساءة للتحالف كما فعل في المقابلة بمدح التحالف لكي يحافظ على علاقة مودة معهم وبالذات المملكة لاستمرار الدعم الشخصي له ولسياسته التي تقوم على صون الشمال على حساب الجنوب وقضيته فانه في بيانه جعل رد الفعل المسيئة له اساءة للحلفاء وهذا خبث فالإساءة توجهت له وليست للتحالف لا كدول مجتمعة ولا كدول منفردة.
لن يزايد احد على التحالف العربي وانهم قدموا الدماء والاموال ولم تصدر اية اساءات رسمية ضد التحالف قد تكون هناك ملاسنات شخصية في الفضاء الاليكتروني غذتها “جوقة الشتات اليمني التي ليست في العير ولا في النفير ” ساهم معهم متعاطفين من الجوار لهم مواقف معادية للجنوب من بداية الحرب وجعلوا من غثائهم محاماة رسمية وحتى في خضم وحرارة هذه الملاسنات لم تتوجه اساءات لدول التحالف ولا حكامها وعندما يزج بيان “العليمي” التحالف فهو من اشكال دق الاسافين بين التحالف الجنوبيين.
ان المكانة التي حققتها القضية الجنوبية لم تستجديها من العليمي ولا من جوقة الشمال السياسية والاعلامية والكلام العاطفي مجرد التفاف وهروب من استحقاقاتها الوطنية وبدل من الاعتراف بحقه في تقرير مصيره على الاقل بما يجمع عليه اغلبية الجنوبيين فانه اختار عبارة “في تقرير مكانته السياسية”!!.
هو في بيانه كما في مقابلته يعترف بحق الانقلاب وسيفاوضه لتثبيت هذا الحق وفي المقابل يرفض حق الجنوب الوطني وان حقه فقط في مشاركة سياسية ك”كوتا النساء” في الحق بالمشاركة السياسية.
يتضح التأكيد بانتفاء الحل العسكري لإسقاط الحوثي وهو منتفٍ فعلا وان هناك مسار مفاوضات للحل فطالما الحال هكذا فلا داعي لحشر مفردات اعلاء صوت المقاومة!! والاحتلال الفارسي والمليشيات الحوثية والاصطفاف الوطني…الخ فهذه دغدغة عاطفية لتمرير مسار تفاوضي مع الحوثي يشرعنة امرا واقعا، والحال هذا فلا معنى لاستعادة الدولة فهو استسلام بغطاء تفاوض والمنطق يفرض ان حل القضية الجنوبية بمسار تفاوضي الان لان الحوثي سيظل سلطة الامر الواقع في الشمال واستعادة الدولة بالتفاوض مجرد بالونة فارغة يرددونها للالتفاف على الجنوب.