هل استوعب المجلس الانتقالي الدرس؟
كتَبَ /صلاح السقلدي
بالأمس قال الرئيس العليمي: ( أن الحديث عن القضية الجنوبية في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت غير مناسب فعندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض)
ثم -على وقع حملة الاستهجان والسخط الشعبي والنخبوب بالجنوب وما رافق ذلك من تهديد عسكري بعد السماح له ولاتباعه بالعودة الى عدن هاهو يقول: (لدينا بمجلس الرئاسة الإيمان الصادق بعدالة القضية الجنوبية، تجسد في المضي باتخاذ الاجراءات الفعلية لجعل هذه القضية اساسا للحل،تؤكد محورية القضية الجنوبية وضرورة تمثيلها في مفاوضات وقف الحرب، وعملية السلام الشاملة.).
….فيبدو واضحا أن الرجُل قد تراجع عن كلامه السابق بصرف النظر عما تضمر الصدور وعن الغرض من هكذا استدارة … كما أن تراجعه هذا يثبت صحة ما ظلننا نؤكده على المجلس الإنتقالي الجنوبي بأن إشهار السيف بوجه كل من يستهين ويهزء بقضية الجنوب وبتضحياته هو الأسلوب الناجع في كثير من المواقف والمنعطفات ..فالانغماس في سياسة المداهنة المبالغ بها تحت زعم الحفاظ على الشراكة مع الإقليم وإتّـباع الاسلوب المرتعش قد جلب للانتقالي وللجنوبيين الكثير من الإرباك بقضيتهم وفقدان الثقة لدى عامة الناس بقيادات الثورة الجنوبية والانتقالي تحديدا.. فقد اثبتت سياسة الانحناءاة الكبيرة تجاه مواضيع مصيرية فشلها وكارثيتها.
…صحيح ان تصريحات العليمي اليوم لا تقدم ولا تأخر بشيء ومحشو بمزيد من المخاتلة وأنها أتت فقط لامتصاص الغضب والخشية من انفلات الأوضاع باتجاه الصدام واتت برغبة سعودية لتبريد الحالة مع الأنتقالي ولئلا ينعكس سلبا على جهودها لوقف الحرب مع الحوثيين إلّا أنها أي تصريحات العليمي اثبتت أن السيف أصدق أنباء من بيانات التودد ومن استجداء الحقوق من أطراف محلية وإقليمة مخادعة لا تؤمن بغير القوة ولا تأبه بالضعفاء وإن كان الحق معهم بملىء الكون. فهل استوعب المجلس الانتقالي الدرس والعبرة من تجربته الأخيرة مع العليمي والتحالف؟.