قضية الجنوب ليست سلعة
علاء عادل حنش
برهنت التصريحات الانقلابية لرشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي، خلال حواره الصحافي مع صحيفة الشرق الأوسط، على أن العليمي يهذي بتصريحات غير مسؤولة؛ لأن تصريحاته تُعد انقلابًا واضحًا على مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض، الأمر الذي يضعه في مأزق صعب للغاية.
لقد ارتكب العليمي أكبر خطيئة بتحدثه عن قضية شعب الجنوب، وكأنه وصيًّا عليها، في حين مدينته تعز اليمنية تقبع تحت الاحتلال الحوثي الإخواني.
أفلا يعلم العليمي أن قضية الجنوب لها شعبها وقيادتها وقواتها؟ لذا فكل شخص يتحمل ما يهذي به، وعلى العليمي تحمل المسؤولية الكاملة تجاه ما تحدث به.
كما أن ردَّ المجلس الانتقالي الجنوبي على تصريحات العليمي يعتبر ردًا ناريًا، وحق أصيل في الدفاع عن قضية شعب الجنوب.
تصريحات العليمي وردَّ الانتقالي مؤشران إلى أن هناك موجة من التصعيد قادمة سيكون سببها محاولة تفرد العليمي بقرار المجلس الرئاسي المكون من سبعة نواب أبرزهم الرئيس الزبيدي.
على المجلس الانتقالي الجنوبي وقواتنا المسلحة الجنوبية البطلة وشعب الجنوب الأبي الاستعداد للخيارات القادمة، ومواجهتها بحزم، فإما نكون أو لا نكون.
اليوم لا أحد يستطيع لوم الجنوب والانتقالي، فقد كان الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلًا بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي مرنًا كثيرًا، وتعاطى مع الأحداث بمسؤولية، لكن ذلك لا يعني التخلي عن قضية شعب الجنوب بأي شكل من الأشكال.
اليوم لا مجال لأي نقاشات أو مفاوضات أو أي عبث، فعندما يصل الأمر إلى التطاول على قضية شعب الجنوب التي قدم لأجلها آلاف الشهداء والجرحى، فهنا يجب أن نقول للعالم كله “قف عندك.. قضيتنا ليست سلعة للبيع، أو لعرضها في المزاد”.
وليعلم الجميع أن هناك رجال عشقوا الموت لأجل حرية الوطن الجنوبي، والعرض والشرف، ودماء الشهداء، وتضحيات الجرحى، وليس لأجل فلان أو علان.
فحذروهم، فإن شبت نار الغضب فلن تخمدها أي قوة في العالم، ونار الجنوب حارقة خارقة، ومفتاح السلام في المنطقة يبدأ من الجنوب، لا من صنعاء اليمنية أو تعز اليمنية.