عمل درامي قوي:مخرج يمني يفتح نافذة على وطنه في مهرجان برلين السينمائي
فيلم عمرو جمال يكشف عن المناظر الطبيعية الحضرية في عدن إضافة إلى مشاهد للسكان تنقل واقع الحياة في شوارع المدينة.
برلين –عدن اوبزيرفر: مع فيلم “المرهقون”، أول عمل يمني يُعرض في مهرجان برلين السينمائي، قال المخرج عمرو جمال إنه يريد “فتح نافذة” على وطنه.
وفي هذا الفيلم الطويل الذي صُوّر في مدينة عدن التي يتحدر منها جمال، تكافح إسراء وأحمد، وهما والدان لثلاثة أطفال، يومياً لمواجهة تحديات الحياة في ظل الفقر الذي يرزح تحت وطأته اليمنيون.
وعندما تعلم إسراء أنها حامل، يقرر الزوجان الإجهاض لأنهما لا يستطيعان تحمل نفقات تربية طفل رابع. لكنّ هذا الإجراء دونه عقبات كبيرة في هذا البلد المتدين والمحافظ للغاية في شبه الجزيرة العربية.
وأوضح جمال الذي أخرج في عام 2018 فيلم “10 أيام قبل الزفة”، أحد الأفلام الروائية اليمنية القليلة في السنوات الأخيرة، أنه أراد إخراج فيلمه الجديد هذا لإظهار مدينته أمام العالم.
وقال “أحب مدينتي كثيراً، وأشعر بالحاجة إلى إبراز تراثها ومبانيها وشوارعها وثقافتها وأزيائها وطعامها”.
ويكشف فيلمه عن المناظر الطبيعية الحضرية في عدن، مع الجبال والمحيط في الخلفية، إضافة إلى مشاهد للسكان تنقل واقع الحياة في شوارع المدينة.
وفي هذا البلد الذي دمره صراع دامٍ مستمر منذ ثماني سنوات بين المقاتلين الموالين للحكومة والحوثيين، أصبحت عدن، المدينة الواقعة في جنوب البلاد والخاضعة لسيطرة الحكومة، عاصمة مؤقتة بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014.
ولإنجاز فيلم “المرهقون”، قال جمال إنه استوحى أفكاره من زوجين يعرفهما.
وأضاف “كنت قريباً من صديقي وزوجته. راودتني الفكرة من خلال رؤيتهما يمرّان بكل هذه المراحل”.
وفي الفيلم الذي يُعرض في إطار “برليناله”، أول مهرجان سينمائي أوروبي كبير في العالم، ضمن فئة “بانوراما”، اختار الزوجان الإجهاض، لكن الزوجة تبدو أكثر تردداً في هذه الخطوة من زوجها.
وقال جمال “ربما لولا الحرب والفوضى الاقتصادية، ولو لم يفقدا مورد رزقهما، لكان طفلهما الرابع الآن يلعب مع أشقائه”.
ولاقى الفيلم استحسان النقاد في مهرجان برلين الذي ينتهي السبت. وعلق موقع “سكرين ديلي” البريطاني المخصص للسينما قائلا “عمل درامي قوي (…) يتناول الإجهاض بطريقة واقعية على خلفية الضغوط الاجتماعية والدينية في بلد مسلم يعاني صعوبات كبيرة”.صحيفة العرب