كتاب عدن

حكومة لمن؟ وفي خدمة من وأين الجنوب وقضيته في حسابات هؤلاء؟!




/ صالح شائف

عندما يتحفنا من قذفت به الصدفة والأقدار؛ التي عبّرت عن إرادة من بيدهم قرار ومصير ( الشرعية )؛ ليقول لنا بأن (حكومته) تجسد مسؤوليتها كحكومة ( لكل ) اليمنيين!! .. هكذا إذاً هو الموقف الذي يتخفى خلف المبررات السياسية والحجج غير المنطقية غير المقبولة والمفضوحة.

وهذا أكيد ليس جهلاً منهم بالوضع القائم في الشمال الخاضع لنظام الإنقلاب؛ بل يعني القبول والإقتناع به؛ بل ومده أيضاً بما يحتاج من أموال الجنوب بدرجة رئيسية وبحجج ومبررات مختلفة وتحت غطاء حكومة ( كل اليمنيين )؛ وتقديم التنازلات المتتالية لنظام صنعاء الإنقلابي؛ ليتمكن في النهاية من تثبيت وضعه وإنتزاع شرعية الإعتراف به؛ ومعها ستسقط شرعية حكومة ( كل اليمنيين)!!.

إن مثل هذا الموقف الذي يفسر ( فلسفة ) ورأي من يقفون على رأس السلطة الجماعية التي يجسدها مجلس القيادة الرئاسي؛ والذي صمم لأن يكون من رئيس وسبعة نواب؛ وليس رئيساً وسبعة أعضاء؛ إنما يدل ذلك بوضوح على الرغبة في تجاوز المجلس وصفته القيادية المعنية بمهام هذه المرحلة؛ بل وفي ذلك أيضاً تجاوزاً للجنوب وقضيته والتعامل معه ( كملحق ) وما عليه إلا القبول بما يخطط له هؤلاء؛ والقبول بالحلول التي ستصل لها تلك الأطراف المنخرطة في صياغة خارطة التسوية غير المتفق عليها؛ والتي يفصلونها على مقاسهم وتلبي فقط أهدافهم والتي يعتقد أصحابها بأنهم قادرون على تحقيق ذلك؛ وكأن الجنوب جسد ميت وأهله خارج الجاهزية الوطنية والتاريخية؛ أو بأنهم عاجزون عن فضح هكذا تآمر وإفشاله وإلحاق الهزيمة التي يستحقها هؤلاء ومن يقف خلفهم أو يدفع بهم لذلك وبأي صورة كانت.

أنه الوهم الكبير الذي تملك هؤلاء ودفع بهم لتجاوز كل الحقائق والمعطيات على الأرض؛ بل وجعلهم يتجرأون في تطاولهم على شعب الجنوب وقضيته وأسترخصوا تضحياته التي لن تذهب هدراً وتحت أي ظرف من الظروف؛ بل وتمادوا كثيراً في تجاوز كل التفاهمات وقواعد الشراكة التي قبل بها الجنوبيين كضرورة مرحلية مؤقتة فرضتها الظروف وأملتها طبيعة العلاقة مع أطراف التحالف العربي بهدف مواجهة المد الإيراني في اليمن والمنطقة؛ الأمر الذي يتطلب التفكير جدياً بفض ( الشراكة ) القائمة حتى لا تذهب الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك وتصبح التكلفة عالية على الجنوب في قادم الأيام.

إن عملا سياسياً ووطنياً ودبلوماسياً كبيراً ينبغي أن تبذله كل القوى السياسية الجنوبية وفي مقدمتها المجلس الإنتقالي الجنوبي لأنه المعني أكثر من غيره؛ وعلى أكثر من صعيد دفاعاً عن قضية الجنوب وحمايتها ومواجهة كل ما يحيط بها من مخططات عدوانية تتكشف حلقاتها تباعاً.
ونعتقد بأن أهم عوامل النجاح والورقة الرابحة بيد الجنوب وأهله تكمن في وحدتهم وصلابة موقفهم الذي لن يكون كذلك دون التوافق وبأقرب وقت ممكن على برنامج الميثاق الوطني الذي سيتمخض عن الحوار الوطني الجنوبي وضرورة إقراره بالتوافق في إطار مؤتمر وطني أو أي صيغة أخرى مناسبة يتفق عليها.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى