خلوا للحاج حاله ياعيال !
فكري قاسم
اللي يشوف فيديوهات رجل الأعمال القدير الوالد الحاج أحمد عبدالله الشيباني ؛ يشعر أن وراءها فعل خسيس مدبر في ليل لاستغلال سن الرجل الكبير الذي يسير حاليا في الخامسة والتسعين من عمره .
الخسة في الموضوع تبدو واضحة من الفعل نفسه
إذ يتم إقحام رجل مسن في خلاف عائلي بين إخوة يتشارعوا على مال وفير ؛ كان للأب المؤسس الفضل الكبير في نموه وفي تطوره ليصبح على ماهو عليه الآن من شركات تجارية كبيرة لها إسمها في السوق .
لكن عيال السوق أنفسهم لم يتركوا للرجل العجوز فرصة ليرتاح في آخر عمره ؛ بعد أن أوصل جميع الورثة من أبناءه إلى بر الأمان وترك لهم إرث كبير في مجموعة صناعية ؛ عمرها الان يزيد عن الخمسين سنة ؛ ولكنها قد تضيع وتصبح في غمضة عين مثل فص ملح ذاب بسبب مايدور عليها من خلاف ذاع صيته بين الناس بطريقة جعلت من ذلك الثراء المهول لعنة تهدد سمعة ومستقبل المجموعة التي يتنازعها الان أخوة أعداء لايبدو أن أحدهم قد عرف حتى هذه اللحظة مهانة الحاجة ليحافظوا على ملكهم العظيم ويحصنوه من عيال إبليس .
ايا يكن حجم الخلاف بين الأخوة الاعداء
وأيا تكن الأطماع بينهم
اشتي اسأل وقلبي وجيع :
– كيف هان على إخوة ورثة أمورهم كلها سابرة ؛ أن يضعوا والدهم المؤسس ؛ ولي نعمتهم ؛في هاذيك الصورة من العجز ومن قلة المروءة ؟
– كيف هان عليهم منظره ذاك وهو مسن يتوسل الإشفاق عليه في فيديوهات يظهر فيها لكأنه مريض اسير واقع في يد خاطفين مقربين يطلبون الفدية!
– كيف هان على “سوسن” الإبنة الوريثة التي تقوم برعايته أن تقدم والدها المعمر بهاذيك الصورة المحزنة والخالية تماما من مرؤة الطاعة ؟!
– كيف سمحت لهم أن يسجلوه فيديو وهو ضعيف يناشد مرؤات الآخرين للوقوف معه ضد إبنه ” ابوبكر” المفوض منه أساسا بتسيير أمور المجموعة ؟! دون أن تسأل نفسها ؛ ما الذي يمكن للآخرين أن يقدموه لأب لم يقدم له أولاده غير هذه الصورة السيئة والمثيرة للإشفاق ؟
هل تعرف سوسن وبقية إخوتها أن الآخرين اللي يشوفوا فيديوهاته لا يقولون شيء أكثر من عبارة الإشفاق هذي “مسكين احمد عبدالله الشيباني ؛ قدر يجمع المال ولكن ماقدر يجمع عياله حول كلمة واحدة !” والبعض يقول ” ماقدر يربيهم!”
– كيف هان على”عبدالكريم”الإبن الوريث أن يجعل من سن ابوه ومن تلف ذاكرته الواضح ؛ فرصته الثمينة لتصفية حساباته القديمة مع بقية أخوته العشرة ؟ وللعودة بالقوة إلى موقع قيادي في الشركة؟!
– كيف فكر بذلك الاستعباط ليجعل من خريف عمر والده ؛ ربيع لإطماعه الشخصية ؟
– كيف جاءت له جرأة الاستناد على مسلحين لاقتحام مقر المجموعة في تعز ؟!ما الذي يفكر به طايع والديه ” عبد الكريم” وهو يتحول الى رجل يسير بلا فرامل ؛ يستعين على إخوته العشرة بنافذين جابوا له رتل من المسلحين ليقتحم بهم الشركة ويقوم بنفس الوقت بتوظيفهم على وجه السرعة ليكونوا درعه الحصين لاحقا ؟!
يعني الموضوع مطول !
والخصومة تتغذى بعناية من قبل سماسرة وعيال سوق كثر ؛وجدوا في خلاف الأخوة منبع مريح للرزق السهل .. وزيما قالوا في المثل ” الحجر من القع ؛ والدم من رأس القبيلي ” .
طبعا مش هذي هي المرة الأولى التي يختلف فيها ورثة الحاج احمد عبدالله الشيباني ..حدث ذلك من قبل كثيرا .
الجديد في هذه المرة أن الأب أصبح في سن متقدم بما يكفي لأن يتم استخدامه الان بكل دنائة كورقة ضاغطة ورابحة لصالح أخ وأخت وجدوا في كبر سن والدهم مالم يجدوه فيه زمان عندما كان الحاج” الأب المؤسس؛ رب النعم ” لايزال بكامل صحته وبكامل وعيه وبكامل طاقته الذهنيه .
وكل ما يعنيني في هذا الأمر على أية حال حاجتين فقط اتمنى ان تجد التعقل المطلوب من أخوة ورثة لن يستطيع مالهم الوفير أن يمنحهم الرفعة والسمعة الحسنة ؛ مالم يكونوا على قدر عال من التلطف ببعضهم البعض .
الحاجة الأولة :
ياريت تخلوا ابوكم يعيش آخر أيامه بهدوء وسلام كأقل مكافأة لنهاية خدمته التي رفعتكم مكانا عليا ؛ ولا تخلوا الناس يستمروا في الضحك عليكم يامنعاه.
الحاجة الثانية :
انتم كأخوة ؛ مش في خلاف على عقار شخصي !وانما في خلاف ذائع الصيت على مجموعة صناعية وشركات تجارية ويعمل فيها مايفوق ٦٠٠٠ إلى ٧٠٠٠ الف موظف وعامل .
وفي رأيي ؛بدل ماتنفقوا زلطكم على عيال السوق اللي يترزقوا من خلافكم المستمر على هذا النحو من العباطة؛ حسنوا بزلطكم هذه رواتب موظفيكم وحسنوا ظروفهم المعيشية أحسن من طعفرتها هنا وهناك ؛ لتبقى هذه المجموعة الصناعية الرائدة محافظة على نموها وعلى سمعتها بين أوساط المستهلكين ؛ باعتبارها أحد روافع رأس المال الوطني .
وربنا يصلح الشان.