صحيفة دولية: الكشف عن طبيعة العلاقات بين الحوثيين والقاعدة في اليمن
صحيفة دولية: الكشف عن طبيعة العلاقات بين الحوثيين والقاعدة في اليمن
العملية تعزز اتهامات السلطة الشرعية في اليمن بوجود تخادم بين التنظيمين.
عدن اوبزيرفر-العرب: سلطت عملية تبادل للأسرى جرت بين الحوثيين وجماعة موالية لتنظيم القاعدة الضوء على طبيعة العلاقة بين الجانبين، والتي لطالما أثارت جدلا واسعا.
وكشفت جماعة أنصار الشريعة الموالية للقاعدة عن إجرائها لعملية تبادل أسرى مع الحوثيين المدعومين من إيران استردت بموجبها اثنين من عناصرها، وفق ما نقل موقع “سايت إنتليجنس غروب” المتخصص.
ونقل الموقع عن بيان لأنصار الشريعة أنه تم تبادل سجينين حوثيين بمقاتليْن جهاديين هما القعقاع البيحاني وموحد البيضاني في الرابع عشر من فبراير الجاري.
وتزايد نشاط الجماعة الموالية للقاعدة ومسلحين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية المنافس في اليمن في خضم فوضى الحرب الأهلية بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران.
وتعتبر الولايات المتحدة أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من أخطر فروع الشبكة الجهادية العالمية.
وفيما تلتزم جماعة الحوثي الصمت حول عملية التبادل، فقد أكد مصدر أمني في العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة حصولها، لكنه تحفظ على الإدلاء بتفاصيل عنها.
ويرى مراقبون أن العملية تعزز اتهامات السلطة الشرعية في اليمن بوجود تخادم بين التنظيمين، وهذا يضع المجتمع الدولي أمام تحدّ كبير.
وكانت نشاطات القاعدة قد شهدت تصاعدا خلال الأشهر الماضية في المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها السلطة الشرعية، وقد شن عناصر التنظيم الجهادي العديد من الهجمات التي استهدفت القوات الجنوبية.
وتتزامن هذه الاستهدافات مع ضغوط متزايدة تشنها جماعة الحوثي التي تسعى لانتزاع جملة من المكاسب من السلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها من بينها إزالة جميع القيود على ميناء الحديدة ومطار صنعاء ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، بما يشمل مقاتليها.
ويرى المراقبون أن هذه الضغوط المتزامنة لا يمكن أن تكون عفوية أو من باب الصدفة، وأن هناك تقاطعات كبيرة بين الطرفين.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي في وقت سابق إن هناك أدلة تمتلكها حكومته توثق تعامل جماعة الحوثي مع التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها القاعدة.
جاء ذلك في جلسة حوارية له أجراها على هامش المؤتمر التاسع والخمسين للأمن الذي تستضيفه مدينة ميونخ الألمانية، حيث قال “وفقا لأدلة الحكومة الشرعية، هناك تخادم بين ميليشيات الحوثي مع التنظيمات الإرهابية التي تتضمن الإفراج عن عشرات من المحكومين بقضايا الإرهاب، بمن فيهم متهمون بتفجير البارجة الأميركية ‘يو.أس.أس كول’، التي كانت ترسو بميناء عدن في شهر أكتوبر عام 2000، وقد أسفر عن مقتل 17 بحارا أميركيا”.
وأوضح العليمي أن الحوثيين يمولون عناصر القاعدة بالمال والسلاح ويوجهونهم إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ليزايدوا لاحقا بوجود الإرهاب في مناطق الحكومة.
ويدور نزاع في اليمن منذ عام 2015، عندما تدخل تحالف عسكري عربي تقوده السعودية لدعم الحكومة بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد.
وأدى الصراع مذّاك إلى مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين وتسبب بأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم مع نزوح الملايين من الأشخاص.