بعد الزلزال
د. ولاء الشحي
تزلزلت أرواحنا وقلوبنا، بمصاب أهل سوريا وتركيا، حدث زلزل الكون بأكمله.
لا أعتقد مهما تشابكت الحروف لتشكل كلمات فوق السطور، لن تصف المشاعر والأحاسيس التي اختلطت بالوجع والألم للفقد والفراق والشتات. اللهم اربط على قلوبهم وصبرهم.
ما شهدناه ونراه في كل لحظة تابعنا فيها تلك اللحظات التي تهشمت وتحطمت تلك المباني والمنازل فوق قاطنيها، غفلة من دون سابق إنذار، من كان نائماً، ومن كان مريضاً، ومن كان وسط أبنائه وكبير السن الذي لا يعلم أهي لحظة الختام أم ماذا؟
لكن تبقى تلك الصرخات التي مزقت كل ساكن بداخلنا بعد تلك الهزات والنفضات والأنقاض. وبقى سؤال واحد بداخلي لهذه اللحظة، ماذا بعد الزلزال؟ أجل ما حدث من قدر قد حدث، هناك حزن وهناك ألم كل هذا سيأخذ وقته ويمر. فنحن ما زلنا جميعاً تحت تأثير الصدمة، ستأخذ مراحها من التأثر، والإنكار، والغضب، الاكتئاب وبداية القبول والتقبل لبداية التعافي، لكن الأهم ما بعد ذلك ليستمر أولئك في عالم فقدوا الكثير من أرواح وذكريات ومسكن ومأمن. فالدعم الروحي والنفسي مهم لهم في جميع هذه المراحل ويبدأ بأولئك الأطفال فلا حيلة لهم سوى العطف والاحتواء.
وما رايته أيضاً أن تلك الدول تحتاج إلى تدخل عاجل في أسلوب البناء والمعمار، لأن ما شهدناه يثبت أن هناك خللاً كبيراً في طرق البناء والمواصفات، بالإضافة إلى خطط الطوارئ المسبقة لمثل هذه الأحداث. وليس لهم فقط بل للعالم بأكمله.
عندما وقعنا من عامين أو ثلاثة تحت جائحة كورونا تعلمنا الكثير، وأعتقد أن هذه الأحداث هي نواقيس تنذر وتنبه لأكثر من حدوثها. أعلم ربما يقول البعض إني جننت لكن ما زلت أرى النور رغم ظلمة المصاب.
فتلك الرسالة لكل من كتم حقداً أو بنى خصومة أو ظلم، لكل من أجل لقاءه أو اتصاله أو اشتياقه وحبه لأي كان في حياته، لا تؤجلها فأنت لا تعلم متى يحكم بالبعد والفراق. سامح وأعفو وتواصل.