أم باسل: أيقونة حب مهمتها صناعة السعادة
كتب: سعيد بايونس
حين عاد الفنان فيصل علوي من رحلة علاجية, في عام 2006م, تواصلت معه؛ لزيارته فكانت الزيارة مع وفد من أبناء شقرة, حضر معنا اللقاء الحبيبين: د. هشام السقاف, ود. سعيد جيرع. كان اللقاء حميميًّا بكل ما تحويه الكلمة من دلالات, اسال علينا أبو باسل من ذاكرته كل ما يتعلق بحياته في أبين وشقرة.
كان الفنان فيصل علوي في أثناء حديثه, يبكي بحرقة كلما ذكر اسم زوجته “أم باسل”, وتكررت كثيرًا هذه الحالة العاطفية, وكلنا لاحظنا هذا, وتسائلنا بعد اللقاء عن هذه الظاهرة.
حين ينظر الإنسان في حياة المشهورين, يجد أن زوجاتهم هن أتعس الزوجات؛ لهذا لا تجد هذه العلاقات تستمر طويلًا, إلا نساء محددات من نساء المشهورين. أم باسل من تلك النسوة اللاتي حباهن الله قدرة الصبر والتحمل لصناعة الزوج المشهور, الذي يسعد الناس ربما على حساب سعادة أهله, أم باسل أدركت متطلبات حياة الفنان, فقدمت من سعادتها, ووقتها, وراحتها ما يساعد على تهيئة المناخ للإبداع, وقد أثبتت السنين صدق هذا الفعل.
فنجاح الفنان فيصل سببه قدرة هذه المرأة على تهيئة أسباب النجاح, أم باسل رمز للمرأة الجنوبية الصابرة, بل العاملة على تقديم السعادة, وصناعة الفرح, فكل أغنية يفرحنا بها الفنان فيصل علوي, كان وراءها تضحية من الزوجة الوفية, لم نتسائل يومًا:
هل هو سهل على الزوجة أن ترى المعجبات يحطن بالفنان؟.
هل هو سهل على الزوجة أن تتحمل غياب زوجها ورحلاته, وسفراته, وارتباطاته؟.
ليس سهلا بالفعل, لكن أم باسل لم تجعل هذين السببين حجر عثرة؛ لتصنع المشكلات أمام الزوج المبدع, ليس من السهل أن تخفي غيرتك – وهي حق لها – لتصنع سعادة, أو أن تخفي شوقك؛ لتصنع سعادة.
ربما لم استطع التعبير عن معاناة أم باسل من أجلنا, بوصفنا متلقين لإبداع أبي باسل, لكن تستطيعوا أن تتخيلوا كمية الألم, الذي كانت تتحمله لنسعد. تحية حب ودعوة خالصة لهذه الجنوبية الصابرة “أم باسل”.
لعل دموع أبي باسل, كانت اعترافًا بصبر أم باسل ووفائها.