يا بلادي …
يا حاملة القناديل في نحيب الظلام
يا واهبة الهديل على قباب الحمام
يا باحثة قرب معراجكِ عن براق يسأل :
أين نبيي ليُقبَلَ الدعاء اكثر!
فكل المشركين فضّوا صلاة الانبياء
و ما كانوا بردا وسلاما
باستضافة لكمات الحريق
رأيتكِ مِرارا….
تبكين موتنا على بواباتك السبع
حين استرق الخوف نظرته من عجزنا
فاستطال ……..
العذاب مآذن في رحم المواجع
و شبّت مواقد المدامع
غمامات مأخوذة بالنزف
أسمعكِ ……
أنينا يتلاطم بموج الملح يزهر
أتحسس ربواتكِ ……
المجلجلة بأثيل الأسى
أرى …….ظليل التجلي يحتفي بالسراب
فهذي الأرض ،
لا يشرق على جنباتها الا الموت
و لم تعد تفتح السماء ابوابها
الا للعويل
هذي مفرداتي ……
على تخوم حزنكِ تملؤها الندب
تنبيء بأجيج ،
يخمش وجه البيان
رأيتُ صوتكِ ………….
كثّ امام هذا الركام الكثير
يكتسحه شبح الصمت
عند بوابات الموت الجزيل
فاستغاثات شامكِ ،
افجعت انفاسكِ المتقطعة
زلزلت لَيلكِ المفجوع بهاجس الأخوة
حيث تنزه الخوف عاريأ
في شوارع يقتاها الهلع
يطعم الاطفال غبار الفقد
بشهوة الرحيل
يقشر اجسادهم
بصقيع في وحشة الليل يتجيّش
تستغيبها ….تأوهات مبحوحة تتحشرج بالحديد
يتدحرج التراب على وجوه يتلاقفها بكاء بريء
والصراخ باقدامه المكبلة ،
يلوذ بانقاض متورمة الأذى
و يغادر الياسمين على حمالات متيبسة
ذاكرة انغام النوافير الطرية
كل هذا الخراب،
و ما زلنا نحمل اوزار من كذبوا
فما اثقل الأيام وقد سقطنا احجارا مدببة
على عريّ مرايانا .
رحمة عناب
٢٠٢٣/١/١٠