قلبكِ نهرُ عشقٍ جارٍ
ما عشقتكِ طمعاً في لذّةٍ وإنّما عشقتكِ لأني وجدتكِ أهلاً للعشقِ فعشقتكِ , أنا لا أنظرُ إليكِ وإنّما أنظرُ إلى عنايةِ الله كيف تجلّت فيكِ , مع عشقكِ لا عشقَ في قلبي سيعلو أبداً , لا شأنَ يشغلني عن شأنكِ, مَنْ يعرف عذاب فُراق المعشوق سيبكي أبدَ الآبدين, يا لنعيم المعشوق الكثير الكبير !!, أذهبتُ عمري في عشقٍ باطلٍ أدخلني في نفقٍ مظلمٍ موحشٍ عشوائي , مشكلتي أنّي أُحبكِ جداً كحبّي لهذا الوطن , وقلبكِ نهرُ عشقٍ جارٍ أتعمّدُ فيهِ كلّما تأتي الفتن تطرقُ أبوابهُ, فأنتِ نافذةٌ مطلّةٌ على بستانِ نرجسٍ يبعثُ أوكسجيناً طبيعياً يجري في شراييني , وأنتِ فكرةٌ تدعوني للتحرر مِنْ همجيّةِ القطيع والعيش بطمـأنينةٍ , ألا تعلمينَ بأنَّ الحربَ جعلتني رجلاً بلا ملامحَ ؟! , فكيفَ أستطاعَ عشقكِ هذا أنْ يعيدَ لي هويتي المفقودة ؟! , وكيفَ أستطاعَ أنْ يوقفَ نزيفَ الخسارات في نفسي ؟! , آهٍ يا عشقكِ هذا يا ملجأً يحتضنني وينزعُ عنّي فداحةَ الفَقد وأنا أراقبُ ما تبقى منّي في حقولِ الألغام المتوحشة .
بقلم : كريم عبدالله
بغداد – العراق