صحيفة دولية:قوات “درع الوطن” حليف للانتقالي الجنوبي وليست خصما له
صحيفة دولية:قوات “درع الوطن” حليف للانتقالي الجنوبي وليست خصما له
عدن اوبزيرفر-العرب: اتهمت مصادر يمنية مطلعة الإخوان المسلمين والحوثيين بالوقوف خلف التضخيم الإعلامي الدائر حول طبيعة وأهداف قوات “درع الوطن” التي أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قرارا بإنشائها في نهاية يناير الماضي بدعم من السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، وأن هذه القوات حليف للانتقالي الجنوبي وليست خصما له.
وقالت هذه المصادر إن قرار إنشاء هذه القوات، الذي أصدره الرئيس العليمي وتضمن تعيين قائد لها، جاء بعد تشكيل ألوية من هذه القوات بالتنسيق مع المجلس الانتقالي الجنوبي وموافقة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن قوات “درع الوطن” تأتي امتدادا لقوات العمالقة الجنوبية، من حيث المنطقة الجغرافية التي ينحدر منها أعضاء تلك القوات وكذلك خلفيتهم العقائدية والسياسية ومواقع انتشارهم.
واستبعدت المصادر وجود أي خلافات حول تلك القوات سواء بين دول التحالف أو بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي، كما تصور المنصات الإعلامية التابعة للإخوان والحوثيين التي سعت خلال الفترة الماضية، منذ صدور قرار إنشاء قوات “درع الوطن”، لتصويرها على أنها موجهة إلى تحجيم نفوذ المجلس الانتقالي أو مجابهة القوات العسكرية التابعة له.
وفي أحدث فصول التأجيج الإعلامي نفت قوات “درع الوطن” اليمنية صحة الوثيقة التي نشرتها بعض منصات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمنت توجيها من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لوزير الدفاع اليمني محسن الداعري بتسليم النقاط والمواقع الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن إلى قوات “درع الوطن”.
وقالت قيادة قوات “درع الوطن” في بيان على حسابها الرسمي في فيسبوك “نؤكد أن هذه الرسالة مزورة وتأتي ضمن حملة الإشاعات التي يثيرها ذوو الأجندة المشبوهة، للتشويش على الأهداف التي أُنشئت من أجلها قوات ‘درع الوطن’”.
ودأبت وسائل إعلام يمنية تابعة للإخوان والحوثيين خلال الفترة الماضية على نشر أخبار وتقارير ووثائق مزيفة تستهدف إظهار القوات الجديدة كبديل عن القوات الجنوبية التي واجهت الحوثيين منذ اندلاع الحرب.
وحول طبيعة قوات “درع الوطن” ومراحل تأسيسها قال يعقوب السفياني، مدير مركز ساوث 24 للدراسات في عدن، إن “هذه القوات بدأ تجميعها في أوائل العام الماضي في مناطق ‘الصبيحة’ بمحافظة لحج وفي منتصف ذلك العام كانت عدة ألوية قد تشكلت في لحج من خليط من الجنود المدنيين والعسكريين، الكثير منهم من خلفية سلفية وبالذات الصف الأول والثاني من القادة”.
ووفقا للسفياني يوجد الآن ما يقارب 16 ألف مقاتل موزعون على 8 ألوية تنتشر في محافظات لحج والضالع وعدن وحضرموت، حيث شاركت هذه التشكيلات بفاعلية مؤخرا في جبهات الضالع ضد الحوثيين، كما أقيمت لها معسكرات في لحج والضالع وفي الوديعة بحضرموت على الحدود مع السعودية.
وأشار السفياني في تصريح لـ”العرب” إلى أن “معسكر التحالف العربي في مدينة الشعب بمحافظة عدن يحتضن جزءا من هذه التشكيلات ويتم إجراء دورات تدريبية وقتالية داخل المعسكر، حيث تلقت هذه القوات دعما عسكريا سعوديا عدة مرات وتم الدفع بالعشرات من المدرعات والمركبات العسكرية خلال الأشهر الماضية، بعضها وصل إلى عدن بتنسيق مع القوات الجنوبية”.
وأضاف “النواة الأم لهذه التشكيلات هي قبائل الصبيحة التي ينتمي إليها القائد العام لقوات ‘درع الوطن’ الشيخ السلفي بشير المضربي، وهو أحد القادة السلفيين الذين درسوا في معهد دماج بصعدة وأحد قادة المقاومة الجنوبية الذين قادوا معركة تحرير عدن وقاعدة العند الجوية الإستراتيجية”.
وتابع “تعرّف هذه القوات نفسها بوضوح على أنها قوات موالية للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا ومخصصة لقتال جماعة الحوثي المدعومة من إيران وهناك أنباء عن مساع لتشكيل ألوية إضافية في مناطق ضمن شمال اليمن مثل مأرب والبيضاء وتعز أيضا، ومن بين الجميع تعتبر هذه التشكيلات هي الأكثر قربا إلى السعودية والأكثر حصولا على الدعم في الوقت الراهن”.
ويؤكد مراقبون أن عقيدة قوات “درع الوطن” تجعلها موجهة فقط ضد المشروع الحوثي في اليمن، كما أن الانتماء الجغرافي لعناصر تلك القوات التي ينحدر معظمها من الجنوب يستبعد تصادمها مع القوات الجنوبية الأخرى، على عكس ما تشيعه بعض المنصات الإخوانية والحوثية.
وعن الزعم بوجود خلاف بين السعودية والإمارات حول قوات “درع الوطن”، استبعدت مصادر مطلعة وجود مثل هذا الخلاف الذي تروج له وسائل إعلام الإخوان والحوثيين، مشيرة إلى أن جميع القوات التي تم تشكيلها في اليمن تخضع لإشراف التحالف العربي بقيادة السعودية، كما تتلقى الدعم اللوجستي من قيادة التحالف، عبر وزارة الدفاع اليمنية.
وأرجع باحثون حالة القلق التي يبديها بعض الناشطين الجنوبيين، بسبب تشكيل هذه القوات وإمكانية تحولها إلى أداة صراع جنوبي – جنوبي، إلى قلة المعلومات المتوفرة حولها، وكذلك حجم الضخ الإعلامي الموجه من قبل الحوثيين والإخوان والذي يستهدف إشاعة الخوف من أهداف هذه القوات وتضخيم المعلومات المتعلقة بوجود صراعات رافقت تشكيلها، في الوقت الذي تشير فيه المعلومات إلى موافقة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي قائد قوات العمالقة الجنوبية، العضوين في مجلس القيادة الرئاسي، على تشكيل هذه القوات في وقت سابق.